بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ٤ - الصفحة ١٤
بيان: هذا الخبر لا ينافي ما سبق، لأنه تأويل على تقدير عدم ذكر أو له، كما يرويه من حذف منه ما حذف.
تذنيب: قال السيد المرتضى قدس الله روحه في كتاب تنزيه الأنبياء: فإن قيل:
ما معنى الخبر المروي عن النبي صلى الله عليه وآله أنه قال: إن الله خلق آدم على صورته؟ أوليس ظاهر هذا الخبر يقتضي التشبيه وأن له تعالى عن ذلك صورة؟ قلنا: قد قيل في تأويل هذا الخبر إن الهاء في " صورته " إذا صح هذا الخبر راجعة إلى آدم عليه السلام، دون الله تعالى فكان المعنى أنه تعالى خلقه على الصورة التي قبض عليها فإن حاله لم يتغير في الصورة بزيادة ولا نقصان كما يتغير أحوال البشر. وذكر وجه ثان وهو على أن تكون الهاء راجعة إلى الله تعالى، ويكون المعنى أنه خلقه على الصورة التي اختارها واجتباها لان الشئ قد يضاف على هذا الوجه إلى مختاره ومصطفاه. وذكر أيضا وجه ثالث وهو أن هذا الكلام خرج على سبب معروف لان الزهري روي عن الحسن أنه كان يقول: مر رسول الله صلى الله عليه وآله برجل من الأنصار وهو يضرب وجه غلام له ويقول: قبح الله وجهك ووجه من تشبهه، فقال النبي صلى الله عليه وآله: بئس ما قلت، فإن الله خلق آدم عليه صورته، يعني صورة المضروب.
ويمكن في الخبر وجه رابع وهو أن يكون المراد أن الله تعالى خلق آدم وخلق صورته لينتفي بذلك الشك في أن تأليفه من فعل غيره لان التأليف من جنس مقدور البشر، و الجواهر وما شاكلها من الأجناس المخصوصة من الاعراض هي التي يتفرد القديم تعالى بالقدرة عليها، فيمكن قبل النظر أن يكون الجواهر من فعله وتأليفها من فعل غيره فكأنه عليه السلام أخبر بهذه الفائدة الجليلة وهو أن جوهر آدم وتأليفه من فعل الله تعالى.
ويمكن وجه خامس وهو أن يكون المعنى أن الله أنشأه على هذه الصورة التي شوهد عليها على سبيل الابتداء، وإنه لم ينتقل إليها ويتدرج كما جرت العادة في البشر.
وكل هذه الوجوه جائز في معنى الخبر والله تعالى ورسوله صلى الله عليه وآله أعلم بالمراد. انتهى كلامه رفع الله مقامه.
أقول: وفيه وجه سادس ذكره جماعة من شراح الحديث، وهو أن المراد بالصورة
(١٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 تعريف الكتاب تعريف الكتاب 1
2 * (أبواب تأويل الآيات والاخبار الموهمة لخلاف ما سبق) * باب 1 تأويل قوله تعالى: خلقت بيدي، وجنب الله، ووجه الله، ويوم يكشف عن ساق، وأمثالها، وفيه 20 حديثا. 1
3 باب 2 تأويل قوله تعالى: ونفخت فيه من روحي، وروح منه، وقوله صلى الله عليه وآله: خلق الله آدم على صورته، وفيه 14 حديثا. 11
4 باب 3 تأويل آية النور، وفيه سبعة أحاديث. 15
5 باب 4 معنى حجرة الله عز وجل، وفيه أربعة أحاديث. 24
6 باب 5 نفي الرؤية وتأويل الآيات فيها، وفيه 33 حديثا. 26
7 * (أبواب الصفات) * باب 1 نفي التركيب واختلاف المعاني والصفات، وأنه ليس محلا للحوادث والتغييرات، وتأويل الآيات فيها، والفرق بين صفات الذات وصفات الأفعال، وفيه 16 حديثا. 62
8 باب 2 العلم وكيفيته والآيات الواردة فيه، وفيه 44 حديثا. 74
9 باب 3 البداء والنسخ، وفيه 70 حديثا. 92
10 باب 4 القدرة والإرادة، وفيه 20 حديثا. 134
11 باب 5 أنه تعالى خالق كل شيء، وليس الموجد والمعدم إلا الله تعالى وأن ما سواه مخلوق، وفيه خمسة أحاديث. 147
12 باب 6 كلامه تعالى ومعنى قوله تعالى: قل لو كان البحر مدادا، وفيه أربعة أحاديث. 150
13 * أبواب أسمائه تعالى وحقائقها وصفاتها ومعانيها * باب 1 المغايرة بين الاسم والمعنى وأن المعبود هو المعنى والاسم حادث، وفيه ثمانية أحاديث. 153
14 باب 2 معاني الأسماء واشتقاقها وما يجوز إطلاقه عليه تعالى وما لا يجوز، وفيه 12 حديثا. 172
15 باب 3 عدد أسماء الله تعالى وفضل إحصائها وشرحها، وفيه ستة أحاديث. 184
16 باب 4 جوامع التوحيد، وفيه 45 حديثا. 212
17 باب 5 إبطال التناسخ، وفيه أربعة أحاديث. 320
18 باب 6 نادر، وفيه حديث. 322