بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ٤ - الصفحة ١٠
عليهم فكأنه عينه، وكذا واللسان فإنه لما كان يخاطب الناس من قبل الله ويعبر عنه في بريته فكأنه لسانه.
19 - تفسير العياشي: عن أبي معمر السعدي (1) قال: قال علي بن أبي طالب عليه السلام في قوله: ولا ينظر إليهم ": يعني لا ينظر إليهم بخير لمن لا يرحمهم، وقد يقول العرب للرجل السيد أو للملك: لا تنظر إلينا يعني أنك لا تصيبنا بخير وذلك النظر من الله إلى خلقه.
20 - التوحيد، عيون أخبار الرضا (ع): ابن عصام، عن الكليني، عن أحمد بن إدريس، عن ابن عيسى، عن علي بن سيف، عن محمد بن عبيدة قال: سألت الرضا عليه السلام عن قول الله عز وجل لا بليس:
" ما منعك أن تسجد لما خلقت بيدي " قال: يعنى بقدرتي وقوتي.
قال الصدوق رحمه الله: سمعت بعض مشايخ الشيعة بنيسابور يذكر في هذه الآية أن الأئمة عليهم السلام كانوا يقفون على قوله: " ما منعك أن تسجد لما خلقت " ثم يبتدؤون بقوله:
" بيدي استكبرت أم كنت من العالمين " قال: وهذا مثل قول القائل: بسيفي تقاتلني و بر محي تطاعنني، كأنه يقول: بنعمتي عليك وإحساني إليك قويت على الاستكبار و العصيان.
بيان: ما ورد في الخبر أظهر ما قيل في تفسير هذه الآية، ويمكن أن يقال في توجيه التشبيه: إنها لبيان أن في خلقه كمال القدرة، أو أن له روحا وبدنا أحدهما من عالم الخلق والآخر من عالم الامر، أو لأنه مصدر لافعال ملكية، ومنشأ لافعال بهيمية، والثانية كأنها أثر الشمال، وكلتا يديه يمين، وأما حمل اليد على القدرة فهو شائع في كلام العرب، تقول: مالي لهذا الامر من يدأي قوة وطاقة، وقال تعالى: " أو يعفو الذي بيده عقدة النكاح ".
وقد ذكر في الآية وجوه أخر: أحدها أن اليد عبارة عن النعمة، يقال: أيادي فلان في حق فلان ظاهرة، والمراد باليدين النعم الظاهرة والباطنة أو نعم الدين والدنيا.

(1) يحتمل قويا أن يكون هو عبد الله بن سنجر الأزدي الذي عده الشيخ من أصحاب أمير المؤمنين عليه السلام، وحكى عن ابن حجر أنه قال: عبد الله بن سنجر - بفتح المهملة وسكون المعجمة وفتح الموحدة - الأزدي، أبو معمر الكوفي ثقة من الثانية.
(١٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 تعريف الكتاب تعريف الكتاب 1
2 * (أبواب تأويل الآيات والاخبار الموهمة لخلاف ما سبق) * باب 1 تأويل قوله تعالى: خلقت بيدي، وجنب الله، ووجه الله، ويوم يكشف عن ساق، وأمثالها، وفيه 20 حديثا. 1
3 باب 2 تأويل قوله تعالى: ونفخت فيه من روحي، وروح منه، وقوله صلى الله عليه وآله: خلق الله آدم على صورته، وفيه 14 حديثا. 11
4 باب 3 تأويل آية النور، وفيه سبعة أحاديث. 15
5 باب 4 معنى حجرة الله عز وجل، وفيه أربعة أحاديث. 24
6 باب 5 نفي الرؤية وتأويل الآيات فيها، وفيه 33 حديثا. 26
7 * (أبواب الصفات) * باب 1 نفي التركيب واختلاف المعاني والصفات، وأنه ليس محلا للحوادث والتغييرات، وتأويل الآيات فيها، والفرق بين صفات الذات وصفات الأفعال، وفيه 16 حديثا. 62
8 باب 2 العلم وكيفيته والآيات الواردة فيه، وفيه 44 حديثا. 74
9 باب 3 البداء والنسخ، وفيه 70 حديثا. 92
10 باب 4 القدرة والإرادة، وفيه 20 حديثا. 134
11 باب 5 أنه تعالى خالق كل شيء، وليس الموجد والمعدم إلا الله تعالى وأن ما سواه مخلوق، وفيه خمسة أحاديث. 147
12 باب 6 كلامه تعالى ومعنى قوله تعالى: قل لو كان البحر مدادا، وفيه أربعة أحاديث. 150
13 * أبواب أسمائه تعالى وحقائقها وصفاتها ومعانيها * باب 1 المغايرة بين الاسم والمعنى وأن المعبود هو المعنى والاسم حادث، وفيه ثمانية أحاديث. 153
14 باب 2 معاني الأسماء واشتقاقها وما يجوز إطلاقه عليه تعالى وما لا يجوز، وفيه 12 حديثا. 172
15 باب 3 عدد أسماء الله تعالى وفضل إحصائها وشرحها، وفيه ستة أحاديث. 184
16 باب 4 جوامع التوحيد، وفيه 45 حديثا. 212
17 باب 5 إبطال التناسخ، وفيه أربعة أحاديث. 320
18 باب 6 نادر، وفيه حديث. 322