بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ٤ - الصفحة ٦٣
كان الظاهر من بعضها أحد المعنيين الأولين، ولتحقيق الكلام في ذلك مقام آخر.
قال المحقق الدواني: لا خلاف بين المتكلمين كلهم والحكماء في كونه تعالى عالما قديرا مريدا متكلما، وهكذا في سائر الصفات، ولكنهم يخالفوا في أن الصفات عين ذاته، أو غير ذاته، أولا هو ولاغيره، فذهبت المعتزلة والفلاسفة إلى الأول، وجمهور المتكلمين (1) إلى الثاني، والأشعري إلى الثالث، والفلاسفة حققوا عينية الصفات بأن ذاته تعالى من حيث إنه مبدء لانكشاف الأشياء عليه علم، ولما كان مبدء الانكشاف عين ذاته كان عالما بذاته، وكذا الحال في القدرة والإرادة وغيرهما من الصفات، قالوا:
وهذه المرتبة أعلى من أن تكون تلك الصفات زائدة عليه فإنا نحتاج في انكشاف الأشياء علينا إلى صفة مغائرة لنا قائمة بنا. والله تعالى لا يحتاج إليه بل بذاته ينكشف الأشياء عليه، ولذلك قيل: محصول كلامهم نفي الصفات وإثبات نتائجها وغاياتها. وأما المعتزلة فظاهر كلامهم أنها عندهم من الاعتبارات العقلية التي لا وجود لها في الخارج. انتهى 2 - التوحيد، أمالي الصدوق: ابن ماجيلويه، عن عمه، عن الكوفي، عن محمد بن سنان، عن أبان الأحمر قال: قلت للصادق جعفر بن محمد عليهما السلام: أخبرني عن الله تبارك وتعالى لم يزل سميعا بصيرا عليما قادرا؟ قال: نعم.
فقلت له: إن رجلا ينتحل موالاتكم أهل البيت يقول: إن الله تبارك وتعالى لم يزل سميعا بسمع، وبصيرا ببصر، وعليما بعلم، وقادرا بقدرة قال: فغضب عليه السلام ثم قال: من قال ذلك ودان به فهو مشرك، وليس من ولايتنا على شئ إن الله تبارك وتعالى ذات علامة سميعة بصيرة قادرة 3 - التوحيد، أمالي الصدوق: القطان، عن السكري، عن الجوهري، عن محمد بن عمارة، عن أبيه قال: سألت الصادق جعفر بن محمد عليه السلام فقلت له: يا ابن رسول الله أخبرني عن الله هل له رضى وسخط؟ فقال: نعم، وليس ذلك على ما يوجد من المخلوقين، ولكن غضب الله عقابه، ورضاه ثوابه.
4 - التوحيد، عيون أخبار الرضا (ع): ابن عصام، عن الكليني، عن العلان، عن عمران بن موسى، عن

(1) من أهل السنة ط.
(٦٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 58 59 60 61 62 63 64 65 66 67 68 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 تعريف الكتاب تعريف الكتاب 1
2 * (أبواب تأويل الآيات والاخبار الموهمة لخلاف ما سبق) * باب 1 تأويل قوله تعالى: خلقت بيدي، وجنب الله، ووجه الله، ويوم يكشف عن ساق، وأمثالها، وفيه 20 حديثا. 1
3 باب 2 تأويل قوله تعالى: ونفخت فيه من روحي، وروح منه، وقوله صلى الله عليه وآله: خلق الله آدم على صورته، وفيه 14 حديثا. 11
4 باب 3 تأويل آية النور، وفيه سبعة أحاديث. 15
5 باب 4 معنى حجرة الله عز وجل، وفيه أربعة أحاديث. 24
6 باب 5 نفي الرؤية وتأويل الآيات فيها، وفيه 33 حديثا. 26
7 * (أبواب الصفات) * باب 1 نفي التركيب واختلاف المعاني والصفات، وأنه ليس محلا للحوادث والتغييرات، وتأويل الآيات فيها، والفرق بين صفات الذات وصفات الأفعال، وفيه 16 حديثا. 62
8 باب 2 العلم وكيفيته والآيات الواردة فيه، وفيه 44 حديثا. 74
9 باب 3 البداء والنسخ، وفيه 70 حديثا. 92
10 باب 4 القدرة والإرادة، وفيه 20 حديثا. 134
11 باب 5 أنه تعالى خالق كل شيء، وليس الموجد والمعدم إلا الله تعالى وأن ما سواه مخلوق، وفيه خمسة أحاديث. 147
12 باب 6 كلامه تعالى ومعنى قوله تعالى: قل لو كان البحر مدادا، وفيه أربعة أحاديث. 150
13 * أبواب أسمائه تعالى وحقائقها وصفاتها ومعانيها * باب 1 المغايرة بين الاسم والمعنى وأن المعبود هو المعنى والاسم حادث، وفيه ثمانية أحاديث. 153
14 باب 2 معاني الأسماء واشتقاقها وما يجوز إطلاقه عليه تعالى وما لا يجوز، وفيه 12 حديثا. 172
15 باب 3 عدد أسماء الله تعالى وفضل إحصائها وشرحها، وفيه ستة أحاديث. 184
16 باب 4 جوامع التوحيد، وفيه 45 حديثا. 212
17 باب 5 إبطال التناسخ، وفيه أربعة أحاديث. 320
18 باب 6 نادر، وفيه حديث. 322