بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ٤ - الصفحة ٢٣٢
التأثير في تلك الصفات التي هي منشأ صدور جميع الممكنات عليها لم يتوقف التأثير في شئ عليها فلا يثبت له تعالى شئ من الصفات فتكون معلولة لغيره تعالى، ومن كانت جميع صفاته الكمالية من غيره لا يكون واجبا صانعا لجميع الموجودات بالضرورة.
الثاني: أن التوصيف اقتران خاص يوجب الاحتياج من الجانبين كما مر، و الاحتياج موجب للحدوث المنافي للأزلية.
الوجه الثالث أن يكون راجعا إلى دليل واحد وتقريره: أنه لو كانت الصفات زائدة لكانت الذات والصفات مخلوقة وهذا خلف، وبين الملازمة بقوله: وشهادة كل صفة وموصوف بالاقتران بنحو ما مر من الاحتياج المستلزم للامكان.
قوله عليه السلام: فليس الله من عرف بالتشبيه ذاته أي ليس من عرف ذاته بالتشبيه بالممكنات واجبا لأنه يكون ممكنا مثلها، ويمكن أن يقرأ " الله " بالرفع والنصب، والأول أظهر. قوله: من اكتنهه أي بين كنه ذاته أو طلب الوصول إلى كنهه إذ لو كان يعرف كنهه لكان شريكا مع الممكنات في التركب والصفات الامكانية فهو ينافي التوحيد، أو لان حصول الكنه في الذهن يستلزم تعدد أفراد الواجب كما قيل.
قوله عليه السلام: من مثله أي جعل له شخصا ومثالا، أو مثله في ذهنه وجعل الصورة الذهنية مثالا له، أو المراد: أثبت له مثلا وشبهه بغيره، قال الفيروزآبادي: مثله له تمثيلا: صوره له حتى كأنه ينظر إليه، ومثل فلانا فلانا وبه: شبهه به. انتهى وعلى ما ذكره يمكن أن يقرأ بالتخفيف أيضا. قوله عليه السلام: من نهاه بالتشديد أي جعل له حدا ونهاية من النهايات الجسمانية، ومن جعله كذلك فلم يصدق بوجوده بل بممكن غيره، ويحتمل أن يكون المعنى جعله نهاية لفكره وزعم أنه وصل إلى كنهه. قوله عليه السلام ولا صمد صمده أي لا قصد نحوه من أشار إليه إشارة حسية، أو الأعم منها ومن الوهمية والعقلية، وفي " مجالس المفيد ": من أشار إليه بشئ من الحواس. قوله عليه السلام: من بعضه أي حكم بأن له أجزاءا وأبعاضا فهو في عبادته لم يتذلل لله بل لمن عرفه وهو غيره تعالى.
قوله عليه السلام: من توهمه أي من تخيل له في نفسه صورة أو هيئة وشكلا، أو المعنى أن كل ما يصل إليه عقول العارفين فهو غير كنهه تعالى.
(٢٣٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 227 228 229 230 231 232 233 234 235 236 237 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 تعريف الكتاب تعريف الكتاب 1
2 * (أبواب تأويل الآيات والاخبار الموهمة لخلاف ما سبق) * باب 1 تأويل قوله تعالى: خلقت بيدي، وجنب الله، ووجه الله، ويوم يكشف عن ساق، وأمثالها، وفيه 20 حديثا. 1
3 باب 2 تأويل قوله تعالى: ونفخت فيه من روحي، وروح منه، وقوله صلى الله عليه وآله: خلق الله آدم على صورته، وفيه 14 حديثا. 11
4 باب 3 تأويل آية النور، وفيه سبعة أحاديث. 15
5 باب 4 معنى حجرة الله عز وجل، وفيه أربعة أحاديث. 24
6 باب 5 نفي الرؤية وتأويل الآيات فيها، وفيه 33 حديثا. 26
7 * (أبواب الصفات) * باب 1 نفي التركيب واختلاف المعاني والصفات، وأنه ليس محلا للحوادث والتغييرات، وتأويل الآيات فيها، والفرق بين صفات الذات وصفات الأفعال، وفيه 16 حديثا. 62
8 باب 2 العلم وكيفيته والآيات الواردة فيه، وفيه 44 حديثا. 74
9 باب 3 البداء والنسخ، وفيه 70 حديثا. 92
10 باب 4 القدرة والإرادة، وفيه 20 حديثا. 134
11 باب 5 أنه تعالى خالق كل شيء، وليس الموجد والمعدم إلا الله تعالى وأن ما سواه مخلوق، وفيه خمسة أحاديث. 147
12 باب 6 كلامه تعالى ومعنى قوله تعالى: قل لو كان البحر مدادا، وفيه أربعة أحاديث. 150
13 * أبواب أسمائه تعالى وحقائقها وصفاتها ومعانيها * باب 1 المغايرة بين الاسم والمعنى وأن المعبود هو المعنى والاسم حادث، وفيه ثمانية أحاديث. 153
14 باب 2 معاني الأسماء واشتقاقها وما يجوز إطلاقه عليه تعالى وما لا يجوز، وفيه 12 حديثا. 172
15 باب 3 عدد أسماء الله تعالى وفضل إحصائها وشرحها، وفيه ستة أحاديث. 184
16 باب 4 جوامع التوحيد، وفيه 45 حديثا. 212
17 باب 5 إبطال التناسخ، وفيه أربعة أحاديث. 320
18 باب 6 نادر، وفيه حديث. 322