بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ٤ - الصفحة ٢٦٥
عن عمرو بن ثابت، عن رجل سماه، عن أبي إسحاق السبيعي، (1) عن الحارث الأعور قال: خطب أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام يوما خطبة بعد العصر، فعجب الناس من حسن صفته وما ذكر من تعظيم الله جل جلاله، قال أبو إسحاق: فقلت للحارث:
أو ما حفظتها؟ قال: قد كتبتها، فأملاها علينا من كتابه: الحمد لله الذي لا يموت، ولا تنقضي عجائبه، لأنه كل يوم في شأن، من إحداث بديع لم يكن، الذي لم يولد فيكون في العز مشاركا، ولم يلد فيكون موروثا هالكا، (2) ولم تقع عليه الأوهام فتقدره شبحا ماثلا، ولم تدركه الابصار فيكون بعد انتقالها حائلا، الذي ليست له في أوليته نهاية، ولا في آخريته حد ولا غاية، الذي لم يسبقه وقت، ولم يتقدمه زمان، ولم يتعاوره زيادة ولا نقصان، ولم يوصف بأين ولا بما ولا بمكان، (3) الذي بطن من خفيات الأمور، وظهر في العقول بما يرى في خلقه من علامات التدبير، الذي سئلت الأنبياء عنه فلم تصفه بحد ولا ببعض، (4) بل وصفته بأفعاله، ودلت عليه بآياته، لا تستطيع عقول

(١) نسبة إلى السبيع، قال السويدي في ص ٧٩ من سبائك الذهب: السبيع بطن من همدان والنسبة إلى السبيع سبعي بفتح الباء وحذف الياء، ومن بني السبيع أبو إسحاق السبعي الفقيه المشهور واسمه عمرو بن عبد الله انتهى أقول: ترجم له الخاصة والعامة في تراجمهم، أورده الشيخ في رجاله في عداد أصحاب أمير المؤمنين والحسن والصادق عليهم السلام: وحكى عن اختصاص المفيد أنه صلى أربعين سنة صلاة الغداة بوضوء العتمة، وكان يختم القرآن في كل ليلة، ولم يكن في زمانه أعبد منه ولا أوثق في الحديث عند الخاص والعام، وكان من ثقات علي بن الحسين عليهما السلام، ولد في الليلة التي قتل فيها أمير المؤمنين عليه السلام، وقبض وله تسعون سنة، وهو من همدان، اسمه عمرو بن عبد الله بن علي بن ذي حمير بن السبيع الهمداني انتهى. وأورده ابن حجر في تقريبه وقال: مكثر، ثقة، عابد، من الثالثة، اختلط بآخره، مات سنة 29، وقيل: قبل ذلك. وحكى عن المقدسي أنه قال: قال: شريك سمعت أبا إسحاق يقول: ولدت في سنتين من امارة عثمان، وقلل أبو بكر بن عياش: دفنا أبا إسحاق سنة ست أو سبع وعشرين ومائة انتهى. وعن ابن خلكان: أنه من أعيان التابعين رأى عليا عليه السلام، وكان يقول: رفعني أبى حتى رأيت علي بن أبي طالب عليه السلام يخطب وهو أبيض الرأس واللحية، وكان كثير الرواية، ولد لثلاث سنين بقين من خلافة عثمان، وتوفى سنة 129 وقيل: 127 وقيل: 128 وقال يحيى بن معين: مات سنة 132.
(2) في الكافي: لم يلد فيكون في العز مشاركا، ولم يولد فيكون موروثا. وما هنا أبلغ.
(3) في التوحيد: ولا يوصف باين ولا بم ولا بمكان.
(4) في نسخة: ولا بنقص وفى أخرى: ولا بنقض
(٢٦٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 260 261 262 263 264 265 266 267 268 269 270 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 تعريف الكتاب تعريف الكتاب 1
2 * (أبواب تأويل الآيات والاخبار الموهمة لخلاف ما سبق) * باب 1 تأويل قوله تعالى: خلقت بيدي، وجنب الله، ووجه الله، ويوم يكشف عن ساق، وأمثالها، وفيه 20 حديثا. 1
3 باب 2 تأويل قوله تعالى: ونفخت فيه من روحي، وروح منه، وقوله صلى الله عليه وآله: خلق الله آدم على صورته، وفيه 14 حديثا. 11
4 باب 3 تأويل آية النور، وفيه سبعة أحاديث. 15
5 باب 4 معنى حجرة الله عز وجل، وفيه أربعة أحاديث. 24
6 باب 5 نفي الرؤية وتأويل الآيات فيها، وفيه 33 حديثا. 26
7 * (أبواب الصفات) * باب 1 نفي التركيب واختلاف المعاني والصفات، وأنه ليس محلا للحوادث والتغييرات، وتأويل الآيات فيها، والفرق بين صفات الذات وصفات الأفعال، وفيه 16 حديثا. 62
8 باب 2 العلم وكيفيته والآيات الواردة فيه، وفيه 44 حديثا. 74
9 باب 3 البداء والنسخ، وفيه 70 حديثا. 92
10 باب 4 القدرة والإرادة، وفيه 20 حديثا. 134
11 باب 5 أنه تعالى خالق كل شيء، وليس الموجد والمعدم إلا الله تعالى وأن ما سواه مخلوق، وفيه خمسة أحاديث. 147
12 باب 6 كلامه تعالى ومعنى قوله تعالى: قل لو كان البحر مدادا، وفيه أربعة أحاديث. 150
13 * أبواب أسمائه تعالى وحقائقها وصفاتها ومعانيها * باب 1 المغايرة بين الاسم والمعنى وأن المعبود هو المعنى والاسم حادث، وفيه ثمانية أحاديث. 153
14 باب 2 معاني الأسماء واشتقاقها وما يجوز إطلاقه عليه تعالى وما لا يجوز، وفيه 12 حديثا. 172
15 باب 3 عدد أسماء الله تعالى وفضل إحصائها وشرحها، وفيه ستة أحاديث. 184
16 باب 4 جوامع التوحيد، وفيه 45 حديثا. 212
17 باب 5 إبطال التناسخ، وفيه أربعة أحاديث. 320
18 باب 6 نادر، وفيه حديث. 322