بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ٣ - الصفحة ٢٦٧
بيان: اعلم أن من المفهومات مفهومات عامة شاملة لا يخرج منها شئ من الأشياء لا ذهنا ولا عينا كمفهوم الشئ والموجود والمخبر عنه، وهذه معان اعتبارية يعتبرها العقل لكل شئ، إذا تقرر هذا فاعلم: أن جماعة من المتكلمين ذهبوا إلى مجرد التعطيل، و منعوا من إطلاق الشئ والموجود وأشباههما عليه، محتجين بأنه لو كان شيئا شارك الأشياء في مفهوم الشيئية وكذا الموجود وغيره. وذهب إلى مثل هذا بعض معاصرينا فحكم بعدم اشتراك مفهوم من المفهومات بين الواجب والممكن، وبأنه لا يمكن تعقل ذاته وصفاته تعالى بوجه من الوجوه، وبكذب جميع الأحكام الايجابية عليه تعالى. و يرد قولهم الاخبار السالفة، وبناء غلطهم على عدم الفرق بين مفهوم الامر وما صدق عليه، وبين الحمل الذاتي والحمل العرضي، وبين المفهومات الاعتبارية والحقائق الموجودة.
فأجاب عليه السلام بأن ذاته تعالى وإن لم يكن معقولا لغيره ولا محدودا بحد إلا أنه مما يصدق عليه مفهوم شئ، لكن كل ما يتصور من الأشياء فهو بخلافه لان كل ما يقع في الأوهام والعقول فصورها الادراكية كيفيات نفسانية، وأعراض قائمة بالذهن، و معانيها مهيات كلية قابلة للاشتراك والانقسام فهو بخلاف الأشياء. (1) * (باب 10) * * (أدنى ما يجزى من المعرفة في التوحيد، وانه لا يعرف الله الا به) * 1 - التوحيد، عيون أخبار الرضا (ع): ماجيلويه، عن علي بن إبراهيم، عن مختار بن محمد بن مختار الهمداني، عن الفتح بن يزيد الجرجاني، عن أبي الحسن عليه السلام قال: سألته عن أدنى المعرفة فقال:
الاقرار بأنه لا إله غيره، ولا شبه له ولا نظير له، وأنه قديم مثبت، موجود غير فقيد، وأنه ليس كمثله شئ.

(1) اعلم أن هذا الخبر وما يساوقه في البيان من اخبار التوحيد من غرر الأخبار الواردة عن معادن العلم والحكمة - عليهم السلام - وما ذكره المصنف في هذا البيان وما يشابهه من البيانات متألفة من مقدمات كلامية أو فلسفية عامية غير وافية لايضاح تمام المراد منها وإن لم تكن أجنبية عنها بالكلية، ولبيان لب المراد منها مقام آخر. ط
(٢٦٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 262 263 264 265 266 267 268 269 270 271 272 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 تعريف الكتاب تعريف الكتاب 1
2 باب 1 ثواب الموحدين والعارفين، وبيان وجوب المعرفة وعلته، وبيان ما هو حق معرفته تعالى، وفيه 39 حديثا. 1
3 باب 2 علة احتجاب الله عز وجل عن خلقه، وفيه حديثان 15
4 باب 3 إثبات الصانع والاستدلال بعجائب صنعه على وجوده وعلمه وقدرته وسائر صفاته، وفيه 29 حديثا. 16
5 باب 4 توحيد المفضل. 57
6 باب 5 حديث الإهليلجية. 152
7 باب 6 التوحيد ونفي الشرك، ومعنى الواحد والأحد والصمد، وتفسير سورة التوحيد، وفيه 25 حديثا. 198
8 باب 7 عبادة الأصنام والكواكب والأشجار والنيرين وعلة حدوثها وعقاب من عبدها أو قرب إليها قربانا، وفيه 12 حديثا. 244
9 باب 8 نفي الولد والصاحبة، وفيه 3 أحاديث. 254
10 باب 9 النهي عن التفكر في ذات الله تعالى، والخوض في مسائل التوحيد، وإطلاق القول بأنه شيء، وفيه 32 حديثا. 257
11 باب 10 أدنى ما يجزي من المعرفة والتوحيد، وأنه لا يعرف الله إلا به، وفيه 9 أحاديث. 267
12 باب 11 الدين الحنيف والفطرة وصبغة الله والتعريف في الميثاق، وفيه 42 حديثا. 276
13 باب 12 إثبات قدمه تعالى وامتناع الزوال عليه وفيه 7 أحاديث. 283
14 باب 13 نفي الجسم والصورة والتشبيه والحلول والاتحاد، وأنه لا يدرك بالحواس والأوهام والعقول والأفهام، وفيه 47 حديثا. 287
15 باب 14 نفي الزمان والمكان والحركة والانتقال عنه تعالى، وتأويل الآيات والأخبار في ذلك، وفيه 47 حديثا. 309