بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ٣ - الصفحة ٢٧١
وكيف عرفك نفسه؟ فقال: لا تشبهه صورة، (1) ولا يحس بالحواس، ولا يقاس بالناس، قريب في بعده، بعيد في قربه، فوق كل شئ ولا يقال شئ فوقه، أمام كل شئ ولا يقال له، أمام، داخل في الأشياء لا كشئ في شي داخل، وخارج من الأشياء لا كشئ من شئ خارج، سبحان من هو هكذا ولا هكذا غيره، ولكل شئ مبدأ. (2) المحاسن: بعض أصحابنا، عن صالح بن عقبة، عن قيس بن سمعان، عن أبي ربيحة - مولى رسول الله صلى الله عليه وآله - (3) رفعه قال: سئل أمير المؤمنين عليه السلام وذكر مثله.
بيان: قريب من حيث إحاطة علمه وقدرته بالكل. في بعده أي مع بعده عن الكل من حيث المبائنة في الذات والصفات فظهر أن قربه ليس بالمكان، بعيد عن إحاطة العقول والأوهام والافهام به من قربه حفظا وتربية ولطفا ورحمة، وقد مر أنه يحتمل أن يكون إشارة إلى أن جهة قربه أي بالعلية واحتياج الكل إليه هي جهة بعده عن مشابهة مخلوقاته إذ الخالق لا يشابه المخلوق، وكذا العكس. فوق كل شئ أي بالقدرة والقهر والغلبة، و بالكمال والاتصاف بالصفات الحسنة، ولا يقال: شئ فوقه في الامرين، وفيه إشعار بأنه ليس المراد به الفوقية بحسب المكان وإلا لأمكن أن يكون شئ فوقه. أمام كل شئ أي علة كل شئ ومقدم عليها، ويحتاج إليه كل موجود، ويتضرع إليه ويعبده كل مكلف، أو كل شئ متوجه نحوه في الاستكمال، والتشبه به في صفاته الكمالية، و

(1) وفي نسخة: لا يشبه صورة.
(2) وفي نسخة: ولكل شئ مبتدء.
(3) هكذا في البحار والمحاسن المطبوعين. والصحيح - كما في الكافي -: علي بن عقبة بن قيس بن سمعان بن أبي ربيحة مولى رسول الله صلى الله عليه وآله. فالسند مصحف بتبديل " ابن " " بعن " في موضعين وتبديل " على " " بصالح ". وضبط عقبة بضم العين المهملة، وسكون القاف، وفتح الباء ثم الهاء. واختلف في ضبط ربيحة. قال الفاضل المامقاني في رجاله: ربيحة بالراء المهملة المضمومة، والباء الموحدة المفتوحة، والمثناة الساكنة، والحاء المهملة المفتوحة، والهاء. وفى بعض النسخ: زنحة بالزاي والنون والحاء المهملة، وعن بعض كتب الرجال: بريحة بالباء الموحدة ثم الراء المهملة، وقيل: إن نسخ الكافي في كتاب التوحيد: أبو بريحة بالباء الموحدة المضمومة، والراء المفتوحة و الياء المثناة من تحت بعدها حاء مهملة، وكذا ضبطه في الايضاح وقال: كذا وجدناها معربة في كتاب البرقي. انتهى.
(٢٧١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 266 267 268 269 270 271 272 273 274 275 276 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 تعريف الكتاب تعريف الكتاب 1
2 باب 1 ثواب الموحدين والعارفين، وبيان وجوب المعرفة وعلته، وبيان ما هو حق معرفته تعالى، وفيه 39 حديثا. 1
3 باب 2 علة احتجاب الله عز وجل عن خلقه، وفيه حديثان 15
4 باب 3 إثبات الصانع والاستدلال بعجائب صنعه على وجوده وعلمه وقدرته وسائر صفاته، وفيه 29 حديثا. 16
5 باب 4 توحيد المفضل. 57
6 باب 5 حديث الإهليلجية. 152
7 باب 6 التوحيد ونفي الشرك، ومعنى الواحد والأحد والصمد، وتفسير سورة التوحيد، وفيه 25 حديثا. 198
8 باب 7 عبادة الأصنام والكواكب والأشجار والنيرين وعلة حدوثها وعقاب من عبدها أو قرب إليها قربانا، وفيه 12 حديثا. 244
9 باب 8 نفي الولد والصاحبة، وفيه 3 أحاديث. 254
10 باب 9 النهي عن التفكر في ذات الله تعالى، والخوض في مسائل التوحيد، وإطلاق القول بأنه شيء، وفيه 32 حديثا. 257
11 باب 10 أدنى ما يجزي من المعرفة والتوحيد، وأنه لا يعرف الله إلا به، وفيه 9 أحاديث. 267
12 باب 11 الدين الحنيف والفطرة وصبغة الله والتعريف في الميثاق، وفيه 42 حديثا. 276
13 باب 12 إثبات قدمه تعالى وامتناع الزوال عليه وفيه 7 أحاديث. 283
14 باب 13 نفي الجسم والصورة والتشبيه والحلول والاتحاد، وأنه لا يدرك بالحواس والأوهام والعقول والأفهام، وفيه 47 حديثا. 287
15 باب 14 نفي الزمان والمكان والحركة والانتقال عنه تعالى، وتأويل الآيات والأخبار في ذلك، وفيه 47 حديثا. 309