بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ٣ - الصفحة ٢٧٢
الكلام في قوله: ولا يقال له: أمام كما مر. داخل في الأشياء أي لا يخلو شئ من الأشياء ولا جزء من الاجزاء عن تصرفه وحضوره العلمي وإفاضة فيضه وجوده عليه، لا كدخول الجزء في الكل، ولا كدخول العارض في المعروض، ولا كدخول المتمكن في المكان. خارج من الأشياء بتعالي ذاته عن ملابستها ومقارنتها والاتصاف بصفتها والايتلاف منها، لا كخروج شئ من شئ بالبعد المكاني أو المحلي. وقوله: ولكل شئ مبدء أي علة في ذواتها وصفاتها كالتعليل لما سبق.
9 - التوحيد: محمد بن إبراهيم بن إسحاق الفارسي، عن أحمد بن محمد بن سعيد النسوي، عن أحمد بن محمد بن عبد الله الصغدي - بمرو - (1) عن محمد بن يعقوب بن الحكم العسكري، و أخيه معاذ بن يعقوب، عن محمد بن سنان الحنظلي، عن عبد الله بن عاصم، عن عبد الرحمن ابن قيس، عن ابن هاشم الرماني، عن زاذان، (2) عن سلمان الفارسي رضي الله عنه في حديث طويل يذكر فيه قدوم الجاثليق المدينة مع مائة من النصارى، وما سأل عنه أبا بكر فلم يجبه، ثم أرشد إلى أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام فسأله عن مسائل فأجابه عنها، وكان فيما سأله أن قال له: أخبرني عرفت الله بمحمد، أم عرفت محمدا بالله؟
فقال علي بن أبي طالب عليه السلام: ما عرفت الله عز وجل بمحمد - صلى الله عليه وآله - ولكن عرفت محمدا بالله عز وجل، حين خلقه وأحدث فيه الحدود من طول وعرض فعرفت أنه مدبر مصنوع باستدلال وإلهام منه وإرادة، كما ألهم الملائكة طاعته وعرفهم نفسه بلا شبه ولا كيف. والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.
وحدثنا علي بن أحمد بن محمد بن عمران الدقاق رحمه الله قال: سمعت محمد بن يعقوب يقول: معنى قوله: اعرفوا الله بالله يعني أن الله عز وجل خلق الأشخاص والألوان و الجواهر والأعيان، فالأعيان: الأبدان، والجواهر: الأرواح، وهو عز وجل لا يشبه

(1) قال الفيروزآبادي: صغد بالضم: موضع بسمرقند، موضع ببخارا.
(2) بالزاي المعجمة والألف والذال المعجمة والألف والنون، عده الشيخ من أصحاب أمير المؤمنين عليه السلام وقال: يكنى أبا عمرة الفارسي. وعده العلامة في خاتمة القسم الأول من الخلاصة من خواص أمير المؤمنين عليه السلام من مضر، ولكن كناه بأبى عمرو الفارسي.
(٢٧٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 267 268 269 270 271 272 273 274 275 276 277 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 تعريف الكتاب تعريف الكتاب 1
2 باب 1 ثواب الموحدين والعارفين، وبيان وجوب المعرفة وعلته، وبيان ما هو حق معرفته تعالى، وفيه 39 حديثا. 1
3 باب 2 علة احتجاب الله عز وجل عن خلقه، وفيه حديثان 15
4 باب 3 إثبات الصانع والاستدلال بعجائب صنعه على وجوده وعلمه وقدرته وسائر صفاته، وفيه 29 حديثا. 16
5 باب 4 توحيد المفضل. 57
6 باب 5 حديث الإهليلجية. 152
7 باب 6 التوحيد ونفي الشرك، ومعنى الواحد والأحد والصمد، وتفسير سورة التوحيد، وفيه 25 حديثا. 198
8 باب 7 عبادة الأصنام والكواكب والأشجار والنيرين وعلة حدوثها وعقاب من عبدها أو قرب إليها قربانا، وفيه 12 حديثا. 244
9 باب 8 نفي الولد والصاحبة، وفيه 3 أحاديث. 254
10 باب 9 النهي عن التفكر في ذات الله تعالى، والخوض في مسائل التوحيد، وإطلاق القول بأنه شيء، وفيه 32 حديثا. 257
11 باب 10 أدنى ما يجزي من المعرفة والتوحيد، وأنه لا يعرف الله إلا به، وفيه 9 أحاديث. 267
12 باب 11 الدين الحنيف والفطرة وصبغة الله والتعريف في الميثاق، وفيه 42 حديثا. 276
13 باب 12 إثبات قدمه تعالى وامتناع الزوال عليه وفيه 7 أحاديث. 283
14 باب 13 نفي الجسم والصورة والتشبيه والحلول والاتحاد، وأنه لا يدرك بالحواس والأوهام والعقول والأفهام، وفيه 47 حديثا. 287
15 باب 14 نفي الزمان والمكان والحركة والانتقال عنه تعالى، وتأويل الآيات والأخبار في ذلك، وفيه 47 حديثا. 309