الشهادتين وأركان الشريعة، ونهاه عن مناهيها، وأمره أن يوالي وصيه من بعده، وأشار إلى علي بن أبي طالب عليه السلام، فلما ذهب قال النبي صلى الله عليه وآله: من أحب أن ينظر إلى رجل من أهل الجنة، فلينظر إلى هذا الرجل، فلحقه الشيخان وسألاه الاستغفار لهما، فقال: لا غفر الله لكما تدعان صاحب الشفاعة وتسألاني، فغضبا ورجعا، فرأهما النبي صلى الله عليه وآله فتبسم وقال: أفي الحق مبغضة؟!
فلما قبض النبي صلى الله عليه وآله جاء مالك لينظر من قام مقامه، فرأى أبا بكر يخطب، فقال: أخو تيم؟ قالوا: نعم، قال: فوصي رسول الله الذي أمرني بموالاته؟ قالوا:
الأمر يحدث بهذه الأمر، قال: بالله ما حدث شئ ولكنكم خنتم الله ورسوله، ونظر إليه شزرا وتقدم وقال: ما أرقاك هذا المنبر ووصي رسول الله صلى الله عليه وآله جالس؟ فأمر قنفذا وخالدا باخراجه، فدفعاه كرها، فركب راحلته وقال:
أطعنا رسول الله ما كان بيننا * فيا قوم ما شأني وشأن أبي بكر إذا مات بكر قام بكر مقامه * فتلك وبيت الله قاصمة الظهر إلى آخر أبياته، فبعث أبو بكر خالدا بجيش لقتله، فجاء فلم يجد فيهم مؤذنا، فقال: ارتددتم عن الاسلام، فقالوا: بل ذهب المؤذن إلى امتيار الطعام، فلم يسمع وصافهم الحرب، وكان مالك يعد بألف فارس، فخافه خالد، فنظر مالك إلى امرأته وهي تنظر الحرب وتستر وجهها بذراعيها، فقال: ان قتلني أحد فأنت، فوقعت في نفس خالد، فأعطاه الأمان، فاستوثق منه وطرح سلاحه، فأخذه وقتله، وعرس بامرأته من ليلته، وطبخ على رأسه لحم جزور لوليمته.
فخرج متمم أخو مالك، فاستعدى أبا بكر على خالد، واستعان بعمر، فقال عمر لأبي بكر، اقتل خالدا بمالك، فقال: ما كنت لأقتل صحابيا بأعرابي في ردة عمياء، قال عمر: لم يرتد بل حمله على ذلك جمال امرأته، فتشاتما، فقال عمر: لو ملكت أمرا لقتلته به، فلما ولي عمر جاءه متمم، وقال: قد وعدتني بقتله، فقال: ما كنت