عوالي اللئالي - ابن أبي جمهور الأحسائي - ج ١ - الصفحة ٢٢
أبي جعفر، محمد بن قولويه، عن الشيخ محمد بن يعقوب الكليني، عن الشيخ محمد بن محمد بن محبوب، عن محمد بن أحمد العلوي، عن العمركي عن السيد علي بن جعفر، عن أخيه الإمام موسى بن جعفر، عن أبيه جعفر الصادق، عن أبيه محمد الباقر، عن أبيه على زين العابدين، عن أبيه الحسين الشهيد، عن أبيه المرتضى علي بن أبي طالب.
(1) عن رسول رب العالمين قال: (إذا كان وقت كل فريضة، نادى ملك من تحت بطنان العرش: أيها الناس قوموا إلى نيرانكم (1) التي أوقدتموها على ظهوركم فاطفئوها بصلاتكم (2)، (3).

(1) المراد بالنيران: اما على قول أهل الظاهر، فهي الاعمال القبيحة التي هي سبب لحصول العقاب بالنار، فأطلق اسم النار عليها مجازا، من باب تسمية المسبب باسم السبب، واطفائها حينئذ عبارة عن تكفيرها بالطاعة المسقطة لعقابها. وأما على قول أهل الباطن، فالنيران على حقيقتها، من حيث أن العمل الحاصل بصورته الظاهرة صورته الحقيقية المعنوية، نارا أو جنة، الا انهما لا يدركان الا بعد المفارقة، واطفائها فعل حسنات يؤثر في رفع احراقها من الظهر، فيكون الاطلاق فيه حقيقة. ومما يصدقه قوله تعالى:
إنما يأكلون في بطونهم نارا ": وكذا قوله عليه السلام (الذين يشربون في آنية الذهب والفضة، إنما يخرجوا في بطونهم نارا) (معه).
(2) الفقيه، باب فضل الصلاة حديث 3، ولفظ الحديث هكذا: وقال النبي صلى الله عليه وآله: ما من صلاة يحضر وقتها الا نادى ملك بين يدي الناس أيها الناس إلى آخره.
(3) وفيه دلالة على أن الأعمال الصالحة مكفرة عن الاعمال السيئة، وهو موافق لمذهب المعتزلة، القائلين بالاحباط والتكفير، وأما على مذهب أهل الموافاة، فيشترط التكفير بها وجاز توقفه على شرط. فتسمية الاطفاء حينئذ باعتبار ما يؤل إليه عند حصول شرطه، كتسمية العلة عند صلاحيتها للتأثير لانضمام ما يكون متمما لها (معه).
(٢٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 ... » »»
الفهرست