عوالي اللئالي - ابن أبي جمهور الأحسائي - ج ١ - الصفحة ١٩٠
(273) وقال صلى الله عليه وآله: " لا تمار أخاك، ولا تمازحه ولا تعده وعدا فتخلفه " (1) (2) (274) وقال صلى الله عليه وآله: " من كفل (قبض خ ل) يتيما بين المسلمين فأدخله إلى طعامه وشرابه، أدخله الله الجنة البتة، إلا أن يعمل ذنبا لا يغفر له " (3) (4) (275) وقال صلى الله عليه وآله: " إذا قال الرجل للرجل، يا يهودي، فاضربوه عشرين وإذا قال: يا مخنث فاضربوه عشرين ومن وقع على ذات محرم فاقتلوه " (5) (6) (7)

أي لا تجادله إلى حد يورث الشحناء، وتوغل القلب. وكذلك المزاح الذي يورث مثل ذلك، فإنه قد يجر إلى العداوة. ويصدق هذا قول الشاعر:
مازح صديقك ما استحب مزاحا * وإذا مزحت فلا تكن ملحاحا فربما نطق اللسان بمزحة * كانت لباب عداوة مفتاحا واما خلف الوعد فقبحه معلوم بالعقل، والنهى للكراهية (معه).
(2) روى عن أبي عبد الله عليه السلام، انه ما من مؤمن الا وفيه دعابة، قلت:
وما الدعابة؟ قال: المزاح، وقال عليه السلام: المداعبة من حسن الخلق، وانك لتدخل بها السرور على أخيك، ولقد كان رسول الله صلى الله عليه وآله يداعب الرجل. يريد أن يسره، ومزاحه مع العجوز مشهورة وفى الكتب مسطورة. كان عمر بن الخطاب ينقم على أمير المؤمنين الدعابة، وهذا الذي منعه من أن يوصى إليه بالخلافة. والذي ورد النهى عن كثرة المزاح فإنه يذهب ماء الوجه والايمان، لان منه ما يخرج من الحق إلى الباطل، ومنه ما يكون استهزاء بمن يمازحه ونحو ذلك. (جه).
(3) صحيح الترمذي كتاب البر، باب ما جاء في رحمة اليتيم، وكفالته حديث 1917 (4) وهو الشرك (معه) (5) السنن الكبرى للبيهقي ج 8: 252 باب ما جاء في الشتم دون القذف، و ص 237. باب من وقع على ذات محرم له (6) الامر للوجوب في الثلاثة (معه).
(7) هذا الكلام يوجب التعزير، لا الحد. وتعيين التعزير موكول إلى الحاكم، وقد عينه هنا (جه).
(١٩٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 185 186 187 188 189 190 191 192 193 194 195 ... » »»
الفهرست