() - وقال (عليه السلام): إن محمد بن الحنفية كان رجلا رابط الجأش وكان الحجاج يلقاه فيقول له: لقد هممت أن أضرب الذي فيه عيناك، فيقول: كلا! إن لله في كل يوم ثلاثمائة وستين لحظة، فأرجو أن يكفيني (1) بإحداهن (2).
() - عن إسحاق بن عمار قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: إن رسول الله (صلى الله عليه وآله) صلى بالناس الصبح، فنظر إلى شاب في المسجد وهو يخفق ويهوي (3) برأسه، مصفر لونه، وقد نحف جسمه، وغارت عيناه في رأسه، ولصق جلده بعظمه، فقال له رسول الله (صلى الله عليه وآله): كيف أصبحت يا حارث؟ فقال:
أصبحت يا رسول الله موقنا! فقال: فعجب رسول الله (صلى الله عليه وآله) من قوله وقال له:
إن لكل يقين حقيقة، فما حقيقة يقينك؟ فقال: إن يقيني يا رسول الله هو أحزنني (4) وأسهر ليلي وأظمأ هواجري (5)، فعزفت نفسي (6) عن الدنيا وما فيها حتى كأني أنظر إلى عرش ربي قد نصب للحساب، وحشر الخلائق لذلك وأنا فيهم، وكأني أنظر إلى أهل الجنة يتنعمون فيها ويتعارفون على الأرائك متكئين، وكأني أنظر إلى أهل النار فيها معذبون ويصطرخون (7)، وكأني أسمع الآن زفير النار يدور في مسامعي.
قال: فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله) هذا عبد نور الله قلبه بالإيمان، ثم قال (صلى الله عليه وآله): إلزم ما أنت عليه، قال: فقال له الشاب: ادع الله لي يا رسول الله أن ارزق الشهادة