تبيانا لدعوى الامام عند أهل الايمان، ومصداقا لما دعى إليه عند أهل الطغيان، بدليل صلاته خلفه ونصرته إياه، ودعائه إلى ملة محمد صلى الله عليه وآله التي هو امام فيها، فصار بقاء المهدى أصلا لبقاء صالح من مصاحبته في آخر الزمان وهو عيسى (ع) ولبقاء الطالح من معارضيه في آخر الزمان وهو الدجال، وبقاء الاثنين فرع على بقائه، وكيف يصح بقاء الفرعين مع عدم بقاء الأصل لهما.
ولو صح ذلك لصح وجود المسبب من دون وجود السبب وذلك مستحيل في العقول.
فصل في ذكر شئ من الاحداث بعد رسول الله صلى الله عليه وآله وذكر أعداء أمير المؤمنين علي (ع) 927 - من مسند ابن حنبل وبالاسناد المقدم قال: حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، قال حدثنا عبد الله بن محمد بن عبد العزيز، حدثنا أحمد بن منصور وعلي بن مسلم وغيرهما قالوا: حدثنا عمرو بن طلحة القناد، حدثنا أسباط، عن سماك، عن عكرمة، عن ابن عباس: ان عليا (ع) كان يقول في حياة رسول الله صلى الله عليه وآله: ان الله عز وجل يقول: " افان مات أو قتل انقلبتم على أعقابكم " (1) والله لا ننقلب على أعقابنا بعد إذ هدانا الله، ولئن مات أو قتل لأقاتلن على ما قاتل عليه حتى أموت، والله انى لاخوه ووليه وابن عمه ووارثه ومن أحق به منى؟ (2).
928 - وبالاسناد المقدم قال: حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، قال: حدثنا أبو خيثمة، قال: حدثنا شبابة بن سوار، قال: حدثني نعيم بن حكيم، قال: حدثنا أبو مريم، قال: حدثنا علي بن أبي طالب: ان رسول الله قال: ان قوما يمرقون من الاسلام كما يمرق السهم من الرمية، يقرؤن القرآن لا يجاوز تراقيهم، طوبى لمن