فيها زمزمة، (1) فرأت أم ابن صياد رسول الله وهو يتقى بجذوع النخل، فقالت لابن صياد: يا صاف - وهواسم ابن صياد - هذا محمد، فثار ابن صياد، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: لو تركته بين.
قال سالم: قال عبد الله بن عمر: فقام رسول الله صلى الله عليه وآله في الناس فأثنى على الله تعالى بما هو أهله، ثم ذكر الدجال فقال: انى لأنذركموه وما من نبي الا وقد انذره قومه، لقد انذره نوح قومه ولكن أقول لكم فيه قولا لم يقله نبي لقومه: تعلموا انه أعور وان الله ليس باعور.
قال ابن شهاب: وأخبرني عمر بن ثابت: انه اخبره بعض أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله: ان رسول الله صلى الله عليه وآله كان حذر الناس الدجال (2) انه مكتوب بين عينيه:
كافر، يقرأه من كره عمله، أو يقرأه كل مؤمن. وقال: تعلموا انه لن يرى أحد منكم ربه حتى يموت (3) وابن صياد هو الدجال.
926 - ومن الجمع بين الصحيحين للحميدي الحديث الحادي والثلاثون من المتفق عليه في الصحيحين من مسلم والبخاري من مسند جابر بن عبد الله الأنصاري وبالاسناد المقدم قال عن محمد بن المنكدر قال: رأيت جابر بن عبد الله الأنصاري يحلف بالله: ان ابن الصياد، الدجال، فقلت: أتحلف بالله؟ قال: انى سمعت عمر: يحلف على ذلك عند النبي صلى الله عليه وآله فلم ينكره النبي صلى الله عليه وآله (4).
قال يحيى بن الحسن: اعلم أنه قد ثبت بما قدمناه في الصحاح الستة ومسند ابن حنبل، التي هي عمدة كتب الاسلام، وقد عضدها غيرها من الكتب وتفسير القرآن للثعلبي بما فيه كفاية ومقنع، وفى غير هذه الكتب، ومن غير هذه الطرق، مما ترويه