ولما اتفق المذهبان على مناقب العباس رضي الله عنه بنص القرآن المبين، وقول الرسول الأمين، ونظم فصحاء المتقدمين، فما بعد ذلك دليل ملتمس، ولا منار مقتبس، وإنما قدمناه في صدر الكتاب لاقتضاء الحال لتقديمه، وورود النص بتعظيمه، فلذلك وقع الغناء عن افراده في باطن الكتاب بفصل مفرد، إذ مدار الفصول كلها على هذين الفصلين، فحظه فيهما بين الرشاد وافر الزناد.
ثم نقدم في طريق الاخبار، الأول فالأول، على قضية تقديم المصنفين فنقدم عبد الله بن أحمد بن حنبل أولا، والبخاري ثانيا، ومسلم بن الحجاج ثالثا، وأبا إسحاق أحمد بن محمد بن إبراهيم الثعلبي رابعا، والحميدي خامسا، والفقيه أبا الحسن بن المغازلي سادسا، ورزينا العبدري سابعا.
وقد سميته بعمدة عيون صحاح الاخبار في مناقب امام الأبرار أمير المؤمنين علي بن أبي طالب وصى المختار صلى الله عليه وعلى الأئمة من ذريته الأطهار وقد فصلته فصولا بمقتضى فضائله، وطرقته طرقا لتعظيم منازله، فعدد فصوله خمسة وأربعون فصلا، تشتمل على تسع مأة وعشر حديثا.
منها من مسند ابن حنبل مأة وأربعة وتسعون حديثا.
ومن صحيح البخاري، تسعة وسبعون حديثا.
ومن صحيح مسلم، خمسة وتسعون حديثا.
ومن تفسير الثعلبي، مأة وثمانية وعشرون حديثا.
ومن الجمع بين الصحيحين للحميدي، ستة وخمسون حديثا.
ومن مناقب ابن المغازلي، مأتان وتسعة وخمسون حديثا.
ومن الجمع بين الصحاح الستة لرزين بن معاوية العبدري، تسعة وأربعون حديثا. (1)