مناقب آل أبي طالب - ابن شهر آشوب - ج ٣ - الصفحة ٤١٢
ومولاي: اني باعث إليك مع علي بن أبي حمزة برسالتي. قال علي: فلبثت نحوا من عشرين ليلة ثم أتيت إليه وهو مريض فقلت: أوصني بما أحببت أنفذه من مالي، قال: إذا أنامت فزوج ابنتي من رجل دين ثم بع داري وادفع ثمنها إلى أبي الحسن واشهد لي بالغسل والدفن والصلاة قال: فلما دفنته زوجت ابنته من رجل مؤمن وبعت داره وأتيت بثمنها إلى أبى الحسن (ع) فزكاه وترحم عليه وقال: رد هذه الدراهم فادفعها إلى ابنته.
علي بن أبي حمزة قال: أرسلني أبو الحسن إلى رجل من بني حنيفة وقال: انك تجده في ميمنة المسجد. فدفعت إليه كتابه فقرأ ثم قال: ائتني يوم كذا وكذا حتى أعطيك جوابه، فأتيته في اليوم الذي كان وعدني فأعطاني جواب الكتاب، ثم لبثت شهرا فأتيته لأسلم عليه فقيل: ان الرجل قد مات، فلما رجعت من قابل إلى مكة لقيت أبا الحسن وأعطيته جواب كتابه فقال: رحمه الله. فقال: يا علي لم لم تشهد جنازته؟ قلت: قد فاتت مني.
شعيب العقرقوفي قال: بعثت مباركا مولاي إلى أبي الحسن ومعه مائتا دينار وكتبت معه كتابا، فذكر لي مبارك انه سأل عن أبي الحسن فقيل: قد خرج إلى مكة، فقلت: لأسير بين مكة المدينة بالليل، وإذا هاتف يهتف بي: يا مبارك مولى شعيب العقرقوفي، فقلت: من أنت يا عبد الله! فقال: أنا معتب يقول لك أبو الحسن هات الكتاب الذي معك وواف بالذي معك إلى منى، فنزلت من محملي ودفعت إليه الكتاب وصرت إلى منى فأدخلت عليه وصببت الدنانير التي معي قدامه، فجر بعضها إليه ودفع بعضها بيده ثم قال: يا مبارك ادفع هذه الدنانير إلى شعيب وقل له: يقول لك أبو الحسن ردها إلى موضعها الذي أخذتها منه فان صاحبها يحتاج إليها. فخرجت من عنده وقدمت على سيدي وقلت ما قصة هذه الدنانير؟ قال: اني طلبت من فاطمة خمسين دينارا لاتم بها هذه الدنانير فامتنعت علي وقالت: أريد أن أشتري بها قرح فلان بن فلان، فأخذتها منها سرا ولم التفت إلى كلامها. ثم دعا شعيب بالميزان فوزنها فإذا هي خمسين دينارا.
علي بن أبي حمزة قال: قال لي أبو الحسن مبتدئا: يا علي يلقاك غدا رجل من أهل المغرب يسألك عني فقل: والله هو الامام الذي قال لنا أبو عبد الله، وإذا سألك عن الحلال والحرام فأجبه، قلت: وما علامته؟ قال: رجل طويل جسيم يقال له يعقوب، فبينا أنا في الطواف إذا أقبل رجل بهذه الصفة، فقال لي: اني أريد ان
(٤١٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 407 408 409 410 411 412 413 414 415 416 417 ... » »»
الفهرست