مناقب آل أبي طالب - ابن شهر آشوب - ج ٣ - الصفحة ٤١٧
بالعربية فأجابه أبو الحسن بالفارسية، فقال له الخراساني: والله ما منعني ان أكلمك بالفارسية إلا انني ظننت انك لا تحسنها، فقال له: سبحان الله إذا كنت لا أحسن ما أجيبك فما فضلي عليك فيما تستحق به للإمامة، ثم قال: يا أبا محمد ان الامام لا يخفى عليه كلام أحد من الناس ولا منطق الطير ولا كلام شئ فيه روح.
علي بن يقطين قال: استدعى الرشيد رجلا يبطل به أمر أبي الحسن ويخجله في المجلس فانتدب له رجل معزم، فلما أحضرت المائدة عمل ناموسا على الخبز فكان كلما رام خادم أبي الحسن تناول رغيف من الخبز طار من بين يديه واستفز هارون الفرح والضحك لذلك فلم يلبث أبو الحسن أن رفع رأسه إلى أسد مصور على بعض الستور فقال له: يا أسد الله خذ عدو الله، قال: فوثبت تلك الصورة كأعظم ما يكون من السباع فافترس ذلك المعزم فخر هارون وندماؤه على وجوههم مغشيا عليهم وطارت عقولهم خوفا من هول ما رأوه، فلما أفاقوا من ذلك بعد حين قال هارون لأبي الحسن أسألك بحقي عليك لما سألت الصورة أن ترد الرجل، فقال: ان كانت عصا موسى ردت ما ابتلعته من حبال القوم وعصيهم فان هذه الصورة ترد ما ابتلعته من هذا الرجل.
قال السوسي:
من صاحب الرشيد والإيوان * والسبع والساحر والرغفان إذ طير الخبز على الخوان * وخلف هارون وسادتان وفيهما للسبع تمثالان * فقال قول الحنق الحردان يا سبع خذ ذا الكفر والطغيان * فزمجر السبع على المكان وافترس الساحر ذا البهتان * وافتقد السبع عن العيان معجزة للعالم الرباني * الصادق اللهجة واللسان وفي رواية ان الرشيد أمر حميد بن مهران الحاجب بالاستخفاف به (ع) فقال له ان القوم قد افتتنوا بك بلا حجة فأريد أن يأكلني هذان الأسدان المصوران على هذا المسند فأشار (ع) إليهما وقال: خذا عدو الله. فأخذاه وأكلاه ثم قالا: وما الامر أنأخذ الرشيد؟ قال: لا عودا إلى مكانكما.
وله المعجز الذي بهر الخلق * باهلاكه الذي كان يسحر حين قال افترسه يا أسد الله * وأومى إلى هزبر مصور فسعى نحوه ومد إليه * باع ليث عند الفريسة قسور ثم غابا عن العيون جميعا * بعد أكل اللعين والخلق حضر
(٤١٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 412 413 414 415 416 417 418 419 420 421 422 ... » »»
الفهرست