مناقب آل أبي طالب - ابن شهر آشوب - ج ٣ - الصفحة ٣٤٤
نحن المتوسمون والسبيل فينا مقيم والسبيل طريق الجنة. وروى هذا المعنى بياع الزطي، وأسباط بن سالم، و عبد الله بن سليمان عن الصادق. ورواه محمد بن مسلم، وجابر عن الباقر. وسأله داود: هل تعرفون محبيكم من مبغضيكم؟ قال: نعم يا داود لا يأتينا من يبغضنا إلا نجد بين عينيه مكتوبا: كافر، ولا من محبينا إلا نجد بين عينيه مؤمن وذلك قول الله تعالى: (ان في ذلك لآيات للمتوسمين) فنحن المتوسمون يا داود قرأ أبو عبد الله (ع) قوله: ولقد أرسلنا رسلا من قبلك وجعلنا لهم أزواجا وذرية) ثم أومى إلى صدره فقال: نحن والله ذرية رسول الله.
أبو عبد الله محمد بن عبد الله الموسوي، قال الصادق: نحن والله الشجرة المنهي عنها (وبيان مقالة): انه لما أمر الله الملائكة بالسجود لآدم فسجدت الملائكة والنجم والشجر والحجر والمدر فلما نظر إبليس ان لا يسجد الأشباح وان الله نزهها أن نسجد إلا له امتنع من السجود فنودي (استكبرت أم كنت من العالين) فالخطاب يدل على ماض لان المعقول يدل على أن الأرض لم يكن فيها خلق عال فيقاس به إبليس في السجود فيكون مستأنفا منه العالون على جميع خلقه فحسده إبليس وسأل آدم:
من هؤلاء الذين أكرمتهم (1) ولولاهم ما خلقت الجن والإنس فقال:
يا رب أفمن ذريتي أم من غيري اللغة هم الكلمة الطيبة التي مثلهم الله بها ونهى آدم عنها كمثل القرية فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم مع (جمع) كلمة فلما أن هبط آدم استوحش فألهمه الله الكلمات فتلقاها فتاب عليه.
ومما يدل على إمامته اعتبار العصمة والقطع عليها وزيد بن علي لم يكن مقطوعا على عصمته ولا منصوصا عليه. ويستدل أيضا بأن الامام يجب أن يكون عالما

(1) البياض فيما ظفر من النسخ في المواضع الأربعة.
(٣٤٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 339 340 341 342 343 344 345 346 347 348 349 ... » »»
الفهرست