مناقب آل أبي طالب - ابن شهر آشوب - ج ٣ - الصفحة ٣٣٨
قدمت على ربك فقدمه بين يديك وانظر إلى ما تكره أن يكون معك إذا قدمت على ربك فارمه ورائك ولا ترغبن في سلعة بارت على من كان قبلك فترجو ان يجوز عنك وافتح الأبواب وسهل الحجاب وانصف المظلوم ورد الظالم، ثلاثة من كن فيه استكمل الايمان بالله: من إذا رضى لم يدخله رضاه في باطل، ومن إذا غضب لم يخرجه غضبه من الحق، ومن إذا قدر لم يتناول ما ليس له. فدعا عمر بداوة وبياض وكتب بسم الله الرحمن الرحيم هذا ما ورد عمر بن عبد العزيز ظلامة محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليهم بفدك.
بكر بن صالح: ان عبد الله بن المبارك أتى أبا جعفر (ع) فقال: اني رويت عن آبائك عليهم السلام ان كل فتح بضلال فهو للامام، فقال: نعم، قلت: جعلت فداك فإنهم أتوا بي من بعض فتوح الضلال وقد تخلصت ممن ملكوني بسبب وقد أتيتك مسترقا مستعبدا، قال (ع): قد قبلت، فلما كان وقت خروجه إلى مكة قال: مذ حججت فتزوجت ومكسبي مما يعطف على إخواني لا شئ لي غيره فمرني بأمرك، فقال (ع): انصرف إلى بلادك وأنت من حجك وتزويجك وكسبك في حل، ثم أتاه بعد ست سنين وذكر له العبودية التي ألزمها نفسه، فقال: أنت حر لوجه الله تعالى فقال: اكتب لي به عهدا، فخرج كتابه: بسم الله الرحمن الرحيم هذا كتاب محمد بن علي الهاشمي العلوي لعبد الله بن المبارك فتاه اني أعتقك لوجه الله والدار الآخرة لا رب لك إلا الله وليس عليك سيد وأنت مولاي ومولى عقبي من بعدي وكتب في المحرم سنة ثلاث عشرة ومائة ووقع فيه محمد بن علي بخط يده وختمه بخاتمه.
ويقال: انه هاشمي من هاشميين وعلوي من علويين وفاطمي من فاطميين لأنه أول ما اجتمعت له ولادة الحسن والحسين. وكانت أمه أم عبد الله بنت الحسن بن علي. وكان أصدق الناس لهجة وأحسنهم بهجة وأبذلهم مهجة.
الوشا: سمعت الرضا (ع) يقول: ان لكل إمام عهدا في أعناق أوليائه وشيعته وان من تمام الوفاء بالعهد وحسن الأداء زيارة قبورهم فمن زارهم رغبة في زيارتهم وتصديقا لما رغبوا فيه كانت أئمته شفعاؤه يوم القيامة.
أبو خالد البرقي في كتاب الشعر والشعراء ان الباقر تمثل:
وأطرق اطراق الشجاع ولو يرى * مساغا لنايبه الشجاع لصمها قال الحميري:
أينهوني عن حب آل محمد * وحبهم مما به أتقرب
(٣٣٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 333 334 335 336 337 338 339 340 341 342 343 ... » »»
الفهرست