مناقب آل أبي طالب - ابن شهر آشوب - ج ٣ - الصفحة ٢٩٦
عظام الحلوم حسان الوجوه * وشم العرانين والمنجد ومن دنس الرجس قد طهروا * فما ضل من بهم يهتدي هم حجج الله في خلقه * عليهم هدى كل مسترشد بهم أحييت سنن المرسلين * على الرغم من أنف الحسد فمن لم يصل عليهم يخب * إذا لقى الله بالمرصد وقال السوسي:
بكم يا بني الزهراء تمت صلاتنا * ولولاكم كانت خداجا بها بتر بكم يكشف البلوى ويستدفع الأذى * كما بأبيكم كان يستنزل القطر فصل: في علمه وحلمه وتواضعه عليه السلام شتم بعضهم زين العابدين (ع) فقصده غلمانه فقال: دعوه فان ما خفى منا أكثر مما قالوا، ثم قال له: ألك حاجة يا رجل؟ فخجل الرجل، فأعطاه ثوبه وأمر له بألف درهم، فانصرف الرجل صارخا: أشهد انك ابن رسول الله ونال منه الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب فلم يكلمه، ثم أتى منزله وصرخ به فخرج الحسن متوثبا للشر، فقال (ع): يا أخي إن كنت قلت ما في فاستغفر الله منه وإن كنت قلت ما ليس في يغفر الله لك، فقبل الحسن ما بين عينيه وقال: بلى قلت ما ليس فيك وأنا أحق به.
وشتمه آخر فقال: يا فتى ان بين أيدينا عقبة كؤدا فان جزت منها فلا أبالي بما تقول وإن أتحير فيها فأنا شر مما تقول.
ابن جعدية قال: سبه رجل فسكت عنه، فقال: إياك أعني، فقال: وعنك أغضي ودعا عليه السلام مملوكه مرتين فلم يجبه ثم أجابه في الثالثة فقال له: يا بني أما سمعت صوتي؟ قال: بلى، قال: فما بالك لم تجبني؟ قال: أمنتك، فقال: الحمد الله الذي جعل مملوكي آمنا مني. وكانت جارية له تسكب عليه الماء فنعست فسقط الإبريق من يدها فشجه فرفع رأسه إليها فقالت: ان الله تعالى يقول: (والكاظمين الغيظ) قال:
قد كظمت غيظي، قالت: (والعافين عن الناس)، قال: عفى الله عنك، قالت:
(والله يحب المحسنين)، قال: فاذهبي فأنت حرة لوجه الله.
وكسرت جارية له قصعة فيها طعام فاصفر وجهها فقال: اذهبي فأنت حرة لوجه الله وكان إذا دخل عليه شهر رمضان يكتب على غلمانه ذنوبهم، حتى إذا كان آخر
(٢٩٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 291 292 293 294 295 296 297 298 299 300 301 ... » »»
الفهرست