فيه أربعين يوما، وان طرحته وهو علقة فان عليه أربعين دينارا وهي التي وقعت في الرحم واستقرت فيه ثمانين يوما، وإن طرحته مضغة فان عليه ستين دينارا وهي التي إذا وقعت في الرحم استقرت فيه مائة وعشرين يوما، وإن طرحته وهو نسمة مختلفة له لحم وعظم مرتل الجوارح وقد نفخ فيه روح الحياة والبقاء فان عليه دية كاملة.
ابن بابويه في هداية المتعلمين أن الزهري سأل زين العابدين عن الصوم فقال أربعين وجها ثم فصله كما هو المعلوم.
وسأل أبو حمزة الثمالي زين العابدين: لأي علة صار الطواف سبعة أشواط؟ قال:
لان الله تعالى قال للملائكة: (اني جاعل في الأرض خليفة) فردوا على الله وقالوا:
(أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك)، قال الله تعالى: (اني أعلم مالا تعلمون)، وكان لا يحجبهم عن نفسه، فحجبهم الله عن نفسه سبعة آلاف عام، فرحمهم فتاب عليهم وجعل لهم البيت المعمور الذي في السماء الرابعة وجعله مثابة للملائكة ووضع البيت الحرام تحت البيت المعمور فجعله مثابة للناس وأمنا فصار الطواف سبعة أشواط لكل ألف سنة شوطا واحدا.
العقد، كتب ملك الروم إلى عبد الملك: أكلت لحم الجمل الذي هرب عليه أبوك من المدينة لأغزونك بجنود مائة الف ومائة الف ومائة الف. فكتب عبد الملك إلى الحجاج أن يبعث إلى زين العابدين ويتوعده ويكتب إليه ما يقول ففعل، فقال علي بن الحسين:
ان الله لوحا محفوظا يلحظه في كل يوم ثلاثمائة لحظة ليس منها لحظة إلا يحيي فيها ويميت ويعز ويذل ويفعل ما بشاء واني لأرجو أن يكفيك منها لحظة واحدة. فكتب بها الحجاج إلى عبد الملك، فكتب عبد الملك بذلك إلى ملك الروم، فلما قرأه قال:
ما خرج هذا إلا من كلام النبوة.
وقل ما يوجد كتاب زهد وموعظة لم يذكر فيه: قال علي بن الحسين، أو: قال زين العابدين.
وقد روى عنه الطبري، وابن البيع، وأحمد، وأبو داود، وصاحب الحلية، والأغاني، وقوت القلوب، وشرف المصطفى، وأسباب نزول القرآن، والفايق، والترهيب، عن الزهري، وسفيان بن عيينة، ونافع، والأوزاعي، ومقاتل، والواقدي،، ومحمد بن إسحاق. أنشد أبو علي السروي:
ثم الأئمة من أولاده زهر * متوجون بتيجان الهدى حنفا من جالس بكمال العلم مشتهر * وقائم بغرار السيف قد زحفا