مناقب آل أبي طالب - ابن شهر آشوب - ج ٣ - الصفحة ٢٩٨
أتعرفون هذا الرجل؟ قالوا: هذا زين العابدين، فقال الحسن: ذرية بعضها من بعض وقال (ع) في قوله تعالى: (يمحو الله ما يشاء) لولا هذه الآية لأخبرتكم بما هو كائن إلى يوم القيامة.
موسى بن أبي القسم البجلي باسناد له: ان زين العابدين قال: انا لنعرف الرجل إذا رأيناه بحقيقة الايمان وبحقيقة النفاق وان شيعتنا لمكتوبون بأسمائهم وأسماء آبائهم.
ولقيه عليه السلام عباد البصري في طريق مكة فقال: تركت الجهاد وصعوبته وأقبلت على الحاج ولينه وان (الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم) الآية، فقال (ع): اقرأ ما بعدها التائبون العابدون، إلى آخرها ثم قال: إذا ظهر هؤلاء لم نؤثر على الجهاد شيئا. وكان الزهري عاملا لبني أمية فعاقب رجلا فمات الرجل في العقوبة فخرج هائما وتوحش ودخل إلى غار فطال مقامه تسع سنين.
قال: وحج علي بن الحسن فأتاه الزهري فقال له علي بن الحسين: اني أخاف عليك من ذنبك فابعث بدية مسلمة إلى أهله وأخرج إلى أهلك ومعالم دينك، فقال له:
فرجت عني يا سيدي الله اعلم حيث يجعل رسالاته، ورجع إلى بيته ولزم علي بن الحسين وكان يعد من أصحابه، ولذلك قال له بعض بني مروان يا زهري ما فعل نبيك يعني علي بن الحسين.
امتحان الفقهاء: رجل كان له ثلاثة اعبد اسم كل واحد منهم ميمون فلما حضرته الوفاة قال: ميمون حر وميمون عبد ولميمون مائة دينار من الحر ومن العبد ولمن المائة الدينار المعتق من هو أقدم صحبة عند الرجل ويقترع الباقيان فأيهما وقعت القرعة في سهمه فهو عبد للذي صار خرا ويبقي الثالث مدبرا لا حر ولا مملوك ويدفع إليه المائة الدينار بالمأثور عن زين العابدين عليه السلام.
وروي ان شاميا سأله عن بدء الوضوء فقال: قال الله تعالى لملائكته: (اني عاجل في الأرض خليفة) الآية، فخافوا غضب ربهم فجعلوا يطوفون حول العرش كل يوم ثلاث ساعات من النهار يتضرعون قال: فأمرهم أن يأتوا نهرا جاريا يقال له الحيوان تحت العرش فتوضؤا، الخبر.
علي بن الحسين: كان آدم لما أراد أن يغشى حوا خرج بها من الحرم ثم كانا يغتسلان ويرجعان إلى الحرم. تفسير علي بن هاشم القمي، قال سعيد بن المسيب:
سألت علي بن الحسين عن رجل ضرب امرأة حاملة برجله فطرحت ما في بطنها ميتا؟
فقال (ع): إذا كان نطفة فعليه عشرين دينارا وهي التي وقعت في الرحم واستقرت
(٢٩٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 293 294 295 296 297 298 299 300 301 302 303 ... » »»
الفهرست