سيدا قرشيا، أما سمعت قوله تعالى: (فإذا نفخ في الصور فلا أنساب بينهم يومئذ ولا يتساءلون) والله لا ينفعك غدا إلا تقدمة تقدمها من عمل صالح. قال ابن حماد:
وراهب أهل البيت كان ولم يزل * يلقب بالسجاد حتى تعبد يقضي بطول الصوم طول نهاره * منيبا ويفنى ليله بتهجد فأين به من علمه ووفائه * وأين به من نسكه وتعبده وكفاك في زهده الصحيفة الكاملة والندب المروية عنه (ع). فمنها ما روى الزهري: يا نفس حتى م إلى الحياة سكونك، وإلى الدنيا ركونك. ما اعتبرت بمن مضى في اسلافك، ومن وارته الأرض من الإفك، ومن فجعت به من اخوانك.
فهم في بطون الأرض بعد ظهورها * محاسنها فيها بوال دواثر خلت دورهم منهم واقوت عراصهم * وساقتهم نحو المنايا المقادر وخلوا عن الدنيا وما جمعوا لها * وضمتهم تحت التراب الحفائر ومنها ما روي عن الصادق (ع): حتى متى تعدني الدنيا فتخلف وائتمنها فتخون استنصحها فتغش لا تحدث جديدة إلا تخلق مثلها ولا تجمع شملا إلا بتفريق بين حتى كأنها غيري أو محتجبة تغار على الآلاف وتحسد أهل النعم.
فقد آذنتني بانقطاع وفرقة * واومض لي من كل أفق بروقها ومنها ما روى سفين بن عيينة: أين السلف الماضون. والأهل والأقربون، والأنبياء والمرسلون، طحنتهم والله المنون، وتوالت عليهم السنون، وفقدتهم العيون، وانا إليهم لصائرون، وانا لله وانا إليه راجعون.
إذا كان هذا نهج من كان قبلنا * فانا على آثارهم نتلاحق فكن عالما ان سوف تدرك من مضى * ولو عصمتك الراسيات الشواهق فما هذه دار المقامة فاعلمن * ولو عمر الانسان ماذر شارق (ومما جاء في صدقته (ع)): ما روي في الحلية، وشرف النبي، والأغاني، عن محمد بن إسحاق بالاسناد عن الثمالي، وعن الباقر (ع): انه كان علي بن الحسين يحمل جراب الخبز على ظهره بالليل فيتصدق به.
قال أبو حمزة الثمالي، وسفيان الثوري: كان (ع) يقول: ان صدقة السر تطفي غضب الرب. الحلية، والأغاني، عن محمد بن إسحاق: انه كان ناس من أهل المدينة يعيشون لا يدرون أين معاشهم، فلما مات علي بن الحسين فقدوا ما كانوا يؤتون به بالليل. وفي رواية أحمد بن حنبل عن معمر عن شيبة بن نعامة انه كان يقوت مائة.