وخلق عدونا من سجين، وخلق أولياؤهم من أسفل ذلك.
بشير النبال، ويحيى بن أم الطويل، عن أبي جعفر (ع) قال: كنت خلف أبى وهو على بغلته فنفرت فإذا رجل في عنقه سلسلة ورجل يتبعه فقال: يا علي بن الحسين اسقني، فقال الرجل: لا تسقه لا سقاه الله، وكان أول ملك في الشام.
وروى نحو ذلك إدريس بن عبد الله، وعلي بن المغيرة، ومالك بن عطية، وأبو حمزة الثمالي عن أبي عبد الله (ع) أنه قال: بينا انا وأبى متوجهين إلى مكة وأبى قد تقدمني في موضع يقال له: ضجنان، وذكر الخبر بعينه.
أبو جعفر (ع): خدم أبو خالد الكابلي علي بن الحسين دهرا من عمره ثم إنه أراد ان ينصرف إلى أهله، فأتى علي بن الحسين وشكى إليه شدة شوقه إلى والديه، فقال: يا أبا خالد يقدم غدا رجل من أهل الشام له قدر ومال كثير وقد أصاب بنتا له عارض من أهل الأرض ويريدون ان يطلبوا معالجا يعالجها فإذا أنت سمعت قدومه فاته وقل له انا أعالجها لك على أن اشترط لك انى أعالجها على ديتها عشرة آلاف فلا تطمأن إليهم وسيعطونك ما تطلب منهم، فلما أصبحوا قدم الرجل ومن معه، وكان من عظماء أهل الشام في المال والمقدرة، فقال: أما من معالج يعالج بنت هذا الرجل؟
فقال له أبو خالد: انا أعالجها على عشرة آلاف درهم فان أنتم وفيتم وفيت على أن لا يعود إليها ابدا، فشرطوا ان يعطوه عشرة آلاف، فأقبل إلى علي بن الحسين فأخبره الخبر فقال: انى اعلم أنهم سيغدرون بك ولا يفون لك انطلق يا أبا خالد فخذ باذن الجارية اليسرى ثم قل: يا خبيث يقول لك علي بن الحسين اخرج من هذه الجارية ولا تعد، ففعل أبو خالد ما أمره فخرج منها فأفاقت الجارية. وطلب أبو خالد الذي شرطوا له فلم يعطوه، فرجع مغتما كئيبا، فقال له علي بن الحسين: ما لي أراك كئيبا يا أبا خالد؟
ألم أقل لك انهم يغدرون بك؟ دعهم فإنهم سيعودون إليك، فإذا لقوك فقل: لست أعالجها حتى تضعوا المال على يدي علي بن الحسين فإنه لي ولكم ثقة (فأصيب الجارية وعادوا إليه وقال ما امره به فرضوا) ووضعوا المال على يدي علي بن الحسين فرجع أبو خالد إلى الجارية فأخذ باذنها اليسرى ثم قال: يا خبيث يقول لك علي بن الحسين اخرج من هذه الجارية ولا تعرض لها إلا بسبيل خير فإنك إن عدت أحرقتك بنار الله الموقدة التي تطلع على الأفئدة، فخرج منها ودفع المال إلى أبى خالد، فخرج إلى بلاده.
محمد بن علي الحلبي قال: سمعت أبا عبد الله (ع) يقول: لما اتي بعلي بن الحسين إلى يزيد بن معاوية ومن تبعهم جعلوهم في بيت، فقال بعضهم: إنما جعلنا في هذا