مناقب آل أبي طالب - ابن شهر آشوب - ج ٣ - الصفحة ٢٨٣
يونس الحر عن القتال، والقلادة عن أبي حاتم، والوسيلة عن الملا بالاسناد روى جابر بن يزيد عن أبي جعفر (ع) قال: بينا علي بن الحسين (ع) مع أصحابه إذ اقبل ظبي من الصحراء حتى قام حذاه وتبغم وحمحم، فقال بعض القوم: ما شان هذا يا ابن رسول الله؟ فقال: ان هذه الظبية تزعم أن فلانا القرشي اخذ خشفا لها وانها لم ترضعه من أمس، فبعث علي بن الحسين إلى الرجل أن ارسل إلى الخشف، فبعث به، فلما رأته حمحمت وأرضعته، ثم كلمها علي بن الحسين بكلام مثل كلامها فحمحمت ثم انصرفت واتبعها الخشف، فقالوا له: يا ابن رسول الله ماذا قلت لها؟ قال: قلت لها قد وهبتك خشفك، فدعت لكم وجزتكم خيرا.
وفي كتاب الوسيلة هذا بالاسناد عن أبي عبد الله (ع) قال: كان علي بن الحسين مع أصحابه في طريق مكة فمر به ثعلب وهم يعدون خلفه، فقال علي بن الحسين: هل لكم ان تعطوني موثقا من الله تعالى لا تروعون هذا الثعلب حتى ادعوه فيجئ، قالوا نعم، فنادى: يا ثعلب تعال، فاقبل الثعلب إليه ووقف بين يديه فناوله عرافا فاخذه وولى ليأكله فعاد ناداه فقال: هلم صافحني، فجاء فتكلم رجل منهم في وجهه فانصرف فقال: من فيكم كلمه؟ فقال رجل، أنا، واستغفر.
أبو عبد الله (ع) قال: لما كانت الليلة التي وعدها علي بن الحسين قال لمحمد ابنه:
يا بني أبغي وضوءا، قال أبي: فجئته بوضوء، فقال: لا أبغي هذا فان فيه شيئا ميتا، فخرجت فجئت بالمصباح فإذا فيه فارة ميتة، فجئته بوضوء غيره قال: يا بني هذه الليلة التي وعدتها، فأوصى بناقته ان تحضر يقال لها عصام ويقام لها علف، فجعل لها ذلك، فتوفي فيها رحمة الله عليه وصلواته. فلما دفن لم تلبث أن خرجت حتى أتت القبر فضربت بجرانها القبر ورغت وهملت عيناها. فأتى محمد بن علي فقيل: ان الناقة قد خرجت إلى القبر، فأتاها فقال: مه قومي الآن بارك الله فيك، فثارت حتى دخلت موضعها ثم لم تلبث ان خرجت حتى أتت القبر فضربت بجرانها القبر ورغت وهملت عيناها. فأتى محمد بن علي (ع) فقيل له: ان الناقة قد خرجت إلى القبر، فأتاها فقال مه الآن قومي بارك الله فيك، فلم تفعل، فقال: دعوها فإنها مودعة، فلم تلبث إلا ثلاثة أيام حتى نفقت. وانه كان يخرج عليها إلى مكة فيعلق السوط بالرحل فما يقرعها قرعة حتى يدخل المدينة. وروي انه حج عليها أربعين حجة.
حماد بن حبيب الكوفي العطار قال: انقطعت عن القافلة عند زبالة، فلما ان انجنى الليل أويت إلى شجرة عالية. فلما ان اختط الظلام إذا انا بشاب قد اقبل عليه اطمار
(٢٨٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 278 279 280 281 282 283 284 285 286 287 288 ... » »»
الفهرست