مناقب آل أبي طالب - ابن شهر آشوب - ج ٣ - الصفحة ٢٥٠
كفروا بعد ايمانهم فبعدا للقوم الظالمين. فتقدم عمر بن سعد وقال: يا أهل العراق اشهدوا اني أول رام، فرشقوا كالسيل، فقال الحسين: هي رسل القوم إليكم فقوموا رحمكم الله إلى الموت الذي لا بد منه. فجعل (ع) زهير بن ألقين على الميمنة، وحبيب ابن مظاهر في الميسرة، وأعطى رايته العباس بن علي (ع). وكان كل من أراد الخروج ودع الحسين وقال: السلام عليك يا ابن رسول الله، فيجيبه: وعليك السلام ونحن خلفك، ويقرأ: (فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر). وبرز الحر وهو يرتجز اني أنا الحر ومأوى الضيف * أضرب في أعناقكم بالسيف عن خير من حل بلاد الخيف * أضربكم ولا أرى من حيف فقتل نيفا وأربعين رجلا. ثم برز برير بن خضير الهمداني وهو يقول:
أنا برير وأبي خضير * ليث يروع الأسد عند الزئر يعرف فينا الخير أهل الخير * أضربكم ولا أرى من ضير كذاك فعل الخير في برير قتله بحير بن أوس الضبي. ثم برز وهب بن عبد الله الكلبي وهو يرتجز:
إن تنكروني فأنا ابن الكلب * سوف تروني وترون ضربي وحملتي وصولتي في الحرب * أدرك ثاري بعد ثاري صحبي وادفع الكرب امام الكرب * ليس جهادي في الوغى باللعب فلم يزل يقاتل حتى قتل منهم جماعة، ثم قال لامه: يا أماه أرضيت أم لا؟ فقالت:
ما أرضى أو تقتل بين يدي الحسين، فرجع قائلا:
اني زعيم لك أم وهب * بالطعن فيهم تارة والضرب ضرب غلام موقن بالرب * حتى يذوق القوم مر الحرب اني امرء ذو مرة وغضب * حسبي إلهي من عليم حسبي فلم يزل يقاتل حتى قتل تسعة عشر فارسا واثنى عشر راجلا ثم قطعت يمينه واخذ أسيرا. ثم برز عمرو بن خالد الأزدي قائلا:
اليوم يا نفس إلى الرحمن * تمضين بالروح وبالريحان اليوم تجزين على الاحسان * ما خط في اللوح لدى الديان لا تجزعي فكل حي فان ثم برز ابنه خالد وهو يقول:
صبرا على الموت بني قحطان * كيما تكونوا في رضى الرحمن
(٢٥٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 245 246 247 248 249 250 251 252 253 254 255 ... » »»
الفهرست