مناقب آل أبي طالب - ابن شهر آشوب - ج ٣ - الصفحة ٢٤٥
واضربوا عنقه وكان مسلم يدعو الله ويقول: اللهم احكم بيننا وبين قوم غرونا وخذلونا فقتله وهو على موضع الحذائين، ثم أمر بقتل هاني بن عروة في محله يباع فيها الغنم ثم أمر بصلبه منكوسا. وأنشد أسدي:
فان كنت لا تدرين ما الموت فانظري * إلى هانئ في السوق وابن عقيل وأنفذ رأسهما إلى يزيد في صحبة هاني بن حياة الوادعي فنصب الرأسين في درب من دمشق وكتب قد بلغني ان الحسين قد عزم إلى المسير إلى العراق فضع المراصد واحبس على الظن واقتل على التهمة حتى تكفى أمره.
فلما عزم الحسين على الخروج نهاه عمرو بن عبد الرحمن بن هشام المخزومي فقال جزاك الله يا ابن عم مهما يقض يكن وأنت عندي أحمد مشير وأنصح ناصح.
فأتاه ابن عباس وتكلم في ذلك كثيرا فانصرف ومر بعبد الله بن الزبير فقال:
قد قلت لما ان وزيت معشري * يا لك من قنبره بمعمري خلا لك الجو فبيصي واصفري * ونقري ما شئت أن تنقري هذا حسين ساير فاستبشري مذ رفع الفخ فماذا تحذري لابد من اخذك يوما فاصبري وكتب إليه عبد الله بن جعفر من المدينة في ذلك فأجابه: اني قد رأيت جدي رسول الله في منامي فخبرني بأمر وأنا ماض له لي كان أم علي والله يا ابن عم ليعتدين علي كما يعتدى اليهود يوم السبت، وخرج.
فلما بلغ ذات عرق رأى الفرزدق الشاعر فسأل الخبر فقال: قلوب الناس معك وسيوفهم مع بني أمية، قال: صدقت يا أخا تيم وان الله يفعل ما يشاء ويحكم ما يريد.
فلما بلغ الحاجز من بطن الرقة بعث قيس بن مسهر الصيداوي إلى أهل الكوفة يخبرهم بمجيئه ك، فأخذه الحصين بن نمير في القادسية وبعث به إلى ابن زياد، فقال له ابن زياد اصعد القصر فسب الكذاب ابن الكذاب، فصعد فأثنى على الله وعلى رسوله وعلى أهل بيته ولعن زيادا وابنه، فرمي به من فوق القصر فمات.
فلما نزل الحسين بالخزيمية قالت زينب: يا أخي سمعت في ليلتي هاتفا يهتف:
ألا يا عين فاحتفلي بجهد * ومن يبكي على الشهداء بعدي إلى قوم تسوقهم المنايا * بمقدار إلى إنجاز وعد فلما وصل إلى الثعلبية جعل يقول: باتوا نياما والمنايا تسري، فقال علي بن الحسين الأكبر: ألسنا على الحق؟ قال: بلى، قال: إذا والله ما نبالي.
(٢٤٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 240 241 242 243 244 245 246 247 248 249 250 ... » »»
الفهرست