مناقب آل أبي طالب - ابن شهر آشوب - ج ٣ - الصفحة ٢٤١
فقال (ع): اني لم أخرج بطرا ولا أشرا ولا مفسدا ولا ظالما وإنما خرجت أطلب الصلاح في أمة جدي محمد أريد آمر بالمعروف وأنهى عن المنكر أسير بسيرة جدي وسيرة أبي علي بن أبي طالب فمن قبلني بقبول الحق فالله أولى بالحق وهو أحكم الحاكمين. قالوا: فخرج ليلة الثالث من شعبان سنة ستين وهو يقرأ: (فخرج منها خائفا يترقب) الآية، ثم إن أهل الكوفة اجتمعوا في دار سليمان بن صرد الخزاعي فكاتبوا الحسين (ع):
من سليمان بن صرد والمسيب بن نجية ورفاعة بن شداد وحبيب بن مظاهر وشيعته المؤمنين والمسلمين من أهل الكوفة: سلام عليك، اما بعد فالحمد لله الذي قصم عدوك الجبار العنيد، الذي انتزى على هذه الأمة فابتزها أمرها، وغصبها فيئها، وتأمر عليها بغير رضى منها، ثم قتل خيارها، واستبقى شرارها، وجعل مال الله دولة بين جبابرتها وعتاتها، فبعدا له كما بعدت ثمود، انه ليس علينا بامام، فاقبل لعل الله أن يجمعنا على الحق بك، والنعمان بن بشير في قصر الامارة لسنا نجمع معه في الجمعة، ولا نخرج معه إلى عيد، ولو قد بلغنا انك قد أقبلت الينا أخرجناه حتى نلحقه بالشام انشاء الله.
ثم سرحوا الكتاب مع عبيد الله بن مسلم الهمداني و عبد الله بن مسمع البكري حتى قدما على الحسين لعشر مضين من شهر رمضان.
ثم بعد يومين أنفذوا قيس بن مسهر الصيداوي، و عبد الرحمن بن عبد الله الارخي وعمارة بن عبد الله السلولي، و عبد الله بن وال السهمي إلى الحسين ومعهم نحو من مائة وخمسين صحيفة من الرجل والاثنين.
ثم سرحوا بعد يومين هاني بن هاني السبيعي وسعيد بن عبد الله الحنفي بكتاب فيه للحسين بن علي من شيعته المؤمنين، اما بعد: فحيهل فان الناس ينتظرونك لا رأي لهم غيرك فالعجل العجل ثم العجل يا ابن رسول الله.
وكتب شبث بن ربعي، وحجار بن أبحر ويزيد بن الحارث، ويزيد بن رويم، وعمرو بن الحجاج، ومحمد بن عمير، وعروة بن قيس: اما بعد، فقد أخصب الجناب وأينعت الثمار، فإذا شئت فاقدم على جند مجندة.
فاجتمعت الرسل كلهم عنده فقرأ الكتب وسأل الرسل عن أمر الناس ثم كتب مع مسلم بن عقيل:
بسم الله الرحمن الرحيم، من الحسين بن علي إلى الملا من المسلمين والمؤمنين، اما بعد: فان هانيا وسعيدا قدما علي بكتبكم، وكانا آخر من قدم علي من رسلكم، وقد
(٢٤١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 236 237 238 239 240 241 242 243 244 245 246 ... » »»
الفهرست