مناقب آل أبي طالب - ابن شهر آشوب - ج ٣ - الصفحة ٢٣٠
كلبا فقلت له في ذلك فقال: يا ابن رسول الله اني مغموم اطلب سرورا بسروره لان صاحبي يهودي أريد أفارقه، فأتى الحسين (ع) إلى صاحبه بمائتي دينار ثمنا له، فقال اليهودي: الغلام فدى لخطاك وهذا البستان له ورددت عليك المال، فقال (ع) وانا قد وهبت لك المال، فقال: قبلت المال ووهبته للغلام، فقال الحسين: أعتقت الغلام ووهبته له جميعا، فقالت امرأته: قد أسلمت ووهبت زوجي مهري، فقال اليهودي وانا أيضا أسلمت وأعطيتها هذه الدار.
الترمذي في الجامع: كان ابن زياد يدخل قضيبا في انف الحسين ويقول: ما رأيت مثل هذا الرأس حسنا، فقال أنس: انه أشبههم برسول الله. وروي ان الحسين كان يقعد في المكان المظلم فيهتدى إليه ببياض جبينه ونحره.
أبو عيسى في جامعه، وأبو نعيم في حليته، والسمعاني في فضائله، وابن بطة في ابانته عن أبي نعيم انه سأل رجل ابن عمر عن دم البعوض، فقال: انظروا إلى هذا سألني عن دم البعوض وقد قتلوا ابن رسول الله وسمعته يقول: الحسن والحسين هما ريحانتاي في الدنيا.
أبو حمزة بن عمران قال: ذكرت خروج الحسين وتخلف ابن الحنفية عنه فقال الصادق (ع): يا أبا حمزة أقول لك ما يغنيك سؤاله، ان الحسين لما انصرف من مكة دعا بكاغد وكتب: بسم الله الرحمن الرحيم من الحسين بن علي إلى بني هاشم، اما بعد فإنه من لحق بي منكم استشهد ومن تخلف لم يدرك الفتح والسلام. قال ابن حماد شربت من ماء الولا شربة * فأورثتني النسك قبل الفطام ولاح نجم السعد في طالعي * إذ صرت مولى لأناس كرام لآل ياسين الذين حبهم * ينجو به المؤمن يوم الخصام فمثل مولاي الحسين الذي * بالطف مدفون عليه السلام ابن علي بن أبي طالب * سبط رسول الله خير الأنام من شرف الله به مكة * وزمزما والبيت بيت الحرام من ظهر الاسلام طفلا به * وطهر الكفر بحد الحسام هذا ابن من قد كان من ربه * كقاب قوسين بغير احتشام هذا ابن من آثر في قوته * وبات بالأهل ثلاثا صيام هذا ابن من ساد بني هاشم * إذا ظللته في الفلاة الغمام
(٢٣٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 225 226 227 228 229 230 231 232 233 234 235 ... » »»
الفهرست