مناقب آل أبي طالب - ابن شهر آشوب - ج ٣ - الصفحة ١٦٨
فصل: في مكارم أخلاقهما إبراهيم الرافعي عن أبيه عن جده قال: رأيت الحسن والحسين يمشيان إلى الحج فلم يمرا براكب إلا نزل يمشي فثقل ذلك على بعضهم، فقال سعد بن أبي وقاص للحسن: يا أبا محمد ان المشي قد ثقل على جماعة ممن معك من الناس إذا رأوكما تمشيان لم تطب أنفسهم أن يركبوا، فلم ما ركبتما؟ فقال الحسن: لا نركب قد جعلنا على أنفسنا المشي إلى بيت الله الحرام على أقدامنا ولكنا نتنكب عن الطريق، فأخذا جانبا من الناس. استفتى أعرابي عبد الله بن الزبير وعمرو بن عثمان فتواكلا فقال: اتقيا الله فاني أتيتكما مسترشدا أمواكلة في الدين، فأشارا عليه بالحسن والحسين فأفتياه فأنشأ أبياتا منها:
جعل الله حر وجهيكما * نعلين سبتا يطأهما الحسنان إسماعيل بن يزيد باسناده عن محمد بن علي (ع) أنه قال: أذنب رجلا ذنبا في حياة رسول الله فتغيب حتى وجد الحسن والحسين في طريق خال فأخذهما فاحتملهما على عاتقيه وأتى بهما النبي فقال: يا رسول الله اني مستجير بالله وبهما، فضحك رسول الله حتى رد يده إلى فمه ثم قال للرجل: اذهب وأنت طليق، وقال للحسن والحسين: قد شفعتكما فيه اي فتيان، فأنزل الله تعالى: (ولو أنهم إذ ظلموا أنفسهم جاؤوك فاستغفروا الله واستغفر لهم الرسول لوجدوا الله توابا رحيما).
أخبار الليث بن سعد باسناده ان رجلا نذر أن يدهن بقارورة عند رجلي أفضل قريش، فسأل عن ذلك فقيل: ان مخرمة أعلم الناس اليوم بأنساب قريش فاسأله عن ذلك، فأتاه وسأله وقد خرف وعنده ابنه المسور فمد الشيخ رجليه وقال: ادهنهما، فقال المسور ابنه للرجل: لا تفعل أيها الرجل فان الشيخ قد خرف وإنما ذهب إلى ما كان في الجاهلية، وأرسله إلى الحسن والحسين وقال: ادهن بها أرجلهما فهما أفضل الناس وأكرمهم اليوم.
وفي حديث مدرك بن أبي زياد قلت لابن عباس وقد أمسك للحسن والحسين بالركاب وسوى عليهما: أنت أسن منهما تمسك لهما بالركاب! فقال: يا لكع وما تدري من هذان؟ هذان ابنا رسول الله أوليس مما أنعم الله به علي أن أمسك لهما وأسوي عليهما عيون المجالس عن الرؤياني: ان الحسن والحسين مرا على شيخ يتوضأ ولا يحسن فأخذا بالتنازع، يقول كل واحد منهما: أنت لا تحسن الوضوء، فقالا: أيها الشيخ
(١٦٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 163 164 165 166 167 168 169 170 171 172 173 ... » »»
الفهرست