مناقب آل أبي طالب - ابن شهر آشوب - ج ٣ - الصفحة ١١٢
في محبتك فاحكم بينهما، فدخل وقص عليهما مقالتهما ثم أقبل على فاطمة وقال: لك حلاوة الولد، وله عز الرجال، وهو أحب إلي منك، فقالت فاطمة: والذي اصطفاك واجتباك وهداك وهدى بك الأمة لا زلت مقرة له ما عشت.
حلية الأولياء في خبر عن كعب بن عجزة: ان المهاجرين والأنصار وبني هاشم اختصموا في رسول الله صلى الله عليه وآله أينا أولى به وأحب إليه، فقال: أما أنتم يا معشر الأنصار فإنما أنا أخوكم، فقالوا: الله أكبر ذهبنا به ورب الكعبة، وأما أنتم يا معشر المهاجرين فإنما أنا منكم، فقالوا: الله أكبر ذهبنا به ورب الكعبة، وأما أنتم يا بني هاشم فأنتم مني وإلي، فقمنا وكلنا راض مغتبط برسول الله صلى الله عليه وآله.
عامر الشعبي، والحسن البصري، وسفيان الثوري، ومجاهد، وابن جبير، وجابر الأنصاري، ومحمد الباقر، وجعفر الصادق عن النبي صلى الله عليه وآله أنه قال: إنما فاطمة بضعة مني فمن أغضبها فقد أغضبني، أخرجه البخاري عن المسور بن مخزمة، وفي رواية جابر: فمن آذاها فقد آذاني ومن آذاني فقد آذى الله. وفي مسلم والحلية: إنما فاطمة ابنتي بضعة من يريبني ما أرابها ويؤذيني ما آذاها، سعد بن أبي وقاص سمعت النبي صلى الله عليه وآله يقول: فاطمة بضعة مني من سرها فقد سرني ومن ساءها فقد ساءني فاطمة أعز البرية علي.
مستدرك الحاكم عن أبي سهل بن زياد عن إسماعيل، وحلية أبي نعيم عن الزهري وابن أبي مليكة، والمسور بن مخزمة ان النبي قال: إنما فاطمة شجنة مني يقبضني ما يقبضها ويبسطني ما يبسطها. وجاء سهل بن عبد الله إلى عمر بن عبد العزيز فقال: ان قومك يقولون: انك تؤثر عليهم ولد فاطمة، فقال عمر: سمعت الثقة من الصحابة ان النبي قال: فاطمة بضعة مني يرضيني ما أرضاها، ويسخطني ما أسخطها، فوالله اني لحقيق أن أطلب رضى رسول الله ورضاه ورضاها في رضى ولدها.
وقد علموا ان النبي يسره * مسرتها جدا ويشني اغتمامها قوله صلى الله عليه وآله هذا يدل على عصمتها لأنها لو كانت ممن تقارف الذنوب لم يكن مؤذيها مؤذيا له صلى الله عليه وآله على كل حال بل كان من فعل المستحق من ذمها وإقامة الجدان إن كان الفعل يقتضيه سارا له ومطيعا. أبو ثعلبة الخشني قال: كان رسول الله إذا قدم من سفره يدخل على فاطمة فدخل عليها فقامت إليه واعتنقته وقبلت بين عينيه الأربعين، عن ابن المؤذن باسناده عن النضر بن شميل عن ميسرة عن المنهال عن عائشة بنت طلحة عن عائشة بنت أبي بكر، وفي فضائل السمعاني باسناده عن عكرمة
(١١٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 107 108 109 110 111 112 113 114 115 116 117 ... » »»
الفهرست