فقال له النبي صلى الله عليه وآله: إنه يكره للعبد أن يزكي نفسه ولكني أقول: إن آدم لما أصاب الخطيئة كانت توبته أن قال " اللهم إني سألك بحق محمد وآل محمد لما غفرت لي " فغفرها الله له، وإن نوحا لما ركب السفينة وخاف الغرق قال " اللهم إني أسألك بحق محمد وآل محمد لم أنجيتني من الغرق " فأنجاه الله عز وجل، وإن إبراهيم لما ألقي في النار قال " اللهم إني أسألك بحق محمد وآل محمد لما أمنتني " فجعلها بردا وسلاما، وأن موسى لما ألقى عصاه وأوجس في نفسه خيفة قال " اللهم إني أسألك بحق محمد وآل محمد لما آمنتني " قال الله تعالى، لا تخف إنك أنت الأعلى.
يا يهودي إن موسى لو أدركني ثم لم يؤمن بي وبنبوتي ما نفعه إيمانه شيئا ولا نفعته النبوة، يا يهودي ومن ذريتي المهدي إذا خرج نزل عيسى بن مريم عليه السلام لنصرته فقدمه ويصلي خلفه.
وعن ابن عباس قال: خرج من المدينة أربعون رجلا من اليهود قالوا:
انطلقوا بنا إلى هذا الكاهن الكذاب حتى نوبخه في وجهه ونكذبه، فإنه يقول، أنا رسول رب العالمين، وكيف يكون رسولا وآدم خير منه ونوح خير منه - وذكروا الأنبياء عليهم السلام - فقال النبي صلى الله عليه وآله لعبد الله بن سلام: التوراة بيني وبينكم فرضيت اليهود بالتوراة فقال اليهود: آدم خير منك لأن الله عز وجل خلقه بيده ونفخ فيه من روحه.
فقال النبي صلى الله عليه وآله: آدم النبي أبي وقد أعطيت أنا أفضل مما أعطي آدم.
قال اليهود: وما ذاك؟ قال: إن المنادي ينادي كل يوم خمس مرات " أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله " ولم يقل آدم رسول الله، ولواء الحمد بيدي يوم القيامة وليس بيد آدم. فقال اليهود: صدقت يا محمد وهو مكتوب في التوراة. قال: هذه واحدة.
قالت اليهود: موسى خير منك. قال النبي صلى الله عليه وآله ولم؟ قالوا: لأن الله عز وجل كلمه بأربعة آلاف كلمة ولم يكلمك بشئ. فقال النبي صلى الله عليه وآله.
لقد أعطيت أنا أفضل من ذلك. قالوا: وما ذاك؟ قال: هو قوله عز وجل " سبحان الذي أسري بعبده ليلا من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذي