قال: فأنشدك بالله أنا وقيت رسول الله صلى الله عليه وآله بنفسي يوم الغار (1) أم أنت؟
قال: بل أنت.
قال فأنشدك بالله أنا المولى لك ولكل مسلم بحديث النبي صلى الله عليه وآله يوم الغدير (2) أم أنت؟ قال: بل أنت
(١) وذلك أن رسول الله صلى الله عليه وآله لما أراد الهجرة خلف علي بن أبي طالب (ع)بمكة لقضاء ديونه ورد الودايع التي كانت عنده، وأمره ليلة خرج إلى الغار - وقد أحاط المشركون بالدار - أن ينام على فراشه، وقال له: " اتشح ببردى الحضرمي الأخضر، فإنه لا يخلص إليك منهم مكروه إن شاء الله تعالى، ففعل ذلك فأوحى الله إلى جبرئيل وميكائيل (ع): إني آخيت بينكما، وجعلت عمر أحدكما أطول من عمر الآخر، فأيكما يؤثر صاحبه بالحياة؟ فاختارا كلاهما الحياة، فأوحى الله عز وجل إليهما: أفلا كنتما مثل علي بن أبي طالب، آخيت بينه وبين نبيي محمد صلى الله عليه وآله فبات على فراشه، يفديه بنفسه ويؤثره بالحياة، اهبطا إلى الأرض، فاحفظاه من عدوه، فنزلا فكان جبرئيل عند رأس علي وميكائيل عند رجليه، وجبريل ينادي: بخ بخ من مثلك يا بن أبي طالب يباهي الله عز وجل به الملائكة؟! فأنزل الله عز وجل إلى رسوله وهو متوجه إلى المدينة في شأن علي (ومن الناس من يشر نفسه ابتغاء مرضات الله) أسد الغابة ج ٤ ص ٩٥ (٢) مر في ص ٦٦ من هذا الكتاب حديث الغدير كما أشير في الهامش إلى ما ذكره الحجة الأميني في الجزء الأول من (كتاب الغدير) من عدد رواته من الصحابة والتابعين ومن أئمة الحديث وحفاظه والأساتذة وما استعرضه من أسماء من ألفوا فيه من الفريقين كتبا مستقلة فبلغ عددهم (26) مؤلفا.
وبالمناسبة أحببنا ذكر ما نقلة صاحب ينابيع المودة في ص 26 منه إذ قال: حكى العلامة علي بن موسى، وعلي بن محمد أبي المعالي الجويني الملقب بإمام الحرمين، أستاذ أبي حامد الغزالي يتعجب ويقول: رأيت مجلدا في بغداد في يد صحاف فيه روايات خبر غدير خم مكتوبا عليه المجلد الثامنة والعشرون من طرق قوله صلى الله عليه وآله من كنت مولاه فعلي مولاه ويتلوه المجلدة التاسعة والعشرون. انتهى.
وفي واقعة الغدير هذه يقول حسان بن ثابت - بعد أن استأذن النبي صلى الله عليه وآله فأذن له -:
يناديهم يوم الغدير نبيهم * بخم واسمع بالنبي مناديا وقد جاء جبرئيل عن أمر ربه * بأنك معصوم فلا تك وانيا وبلغهم ما أنزل الله ربهم * إليك ولا تخش هناك الأعاديا فقام به إذ ذاك رافع كفه * بكف على معلن الصوت عاليا فقال: فمن مولاكم ووليكم؟ * فقالوا ولم يبدوا هناك التعاميا إلهك مولانا وأنت ولينا * ولن تجدن فينالك اليوم عاصيا فقال له: قم يا علي فإنني * رضيتك من بعدي إماما وهاديا (فمن كنت مولاه فهذا وليه) * فكونوا له أنصار صدق مواليا هناك دعا: اللهم وال وليه * وكن للذي عادى عليا معاديا فيا رب أنصر ناصريه لنصرهم * إمام هدى كالبدر يجلو الدياجيا ويقول - مشيرا إليها - قيس بن سعد بن عبادة:
وعلي إمامنا وإمام * لسوانا أتى به التنزيل يوم قال النبي: من كنت * مولاه فهذا خطب جليل إنما قاله النبي على الأمة * حتم ما فيه قال وقيل