هذه الأخبار متواتر بها لفظا ومعنى.
فأما اللفظ فإن الشيعة تواترت بكل خبر منه، و (أما) (1) المعنى فإن كثرة الاخبار، واختلاف جهاتها وتباين طرقها، وتباعد رواتها، يدل على صحتها، لأنه لا يجوز أن يكون كلها باطلة، ولذلك يستدل في مواضع كثيرة على معجزات النبي صلى الله عليه وآله وسلم التي هي سوى القرآن وأمور كثيرة في الشرع تتواتر معنى، وإن كان كل لفظ منها (2) منقولا من جهة الآحاد، وذلك معتمد عند من خالفنا في هذه المسألة، فلا ينبغي أن يتركوه وينسوه إذا جئنا إلى الكلام في الإمامة، والعصبية لا ينبغي أن تنتهي بالانسان إلى حد يجحد الأمور المعلومة.
وهذا الذي ذكرناه معتبر في مدائح الرجال وفضائلهم، ولذلك استدل على سخاء حاتم وشجاعة عمرو وغير ذلك [بمثل ذلك] (3) وإن كان كل واحد مما يروى من عطاء حاتم ووقوف عمرو في موقف من المواقف من جهة الآحاد، وهذا واضح.
ومما يدل أيضا على إمامة ابن الحسن عليهما السلام زائدا على ما مضى أنه لا خلاف بين الأمة أنه سيخرج في هذه الأمة مهدي يملأ الأرض قسطا وعدلا كما ملئت ظلما وجورا، وإذا بينا أن ذلك المهدي من ولد الحسين عليه السلام، وأفسدنا قول (كل) (4) من يدعي ذلك من ولد الحسين سوى ابن الحسن عليه السلام ثبت أن المراد به هو عليه السلام (5).
والاخبار المروية في ذلك أكثر [من] (6) أن تحصى، غير أنا نذكر طرفا من ذلك.