فقال: النبي (صلى الله عليه وآله): " هذا عمر بن الخطاب لا يحب سماع الباطل " (1)، فحملهم كثرة الجهل، وقلة الدين، وخفة العقل، على افتعال هذا الخبر الذي نزهوا عمر فيه عن أمر نسبوا رسول الله (صلى الله عليه وآله) إلى الرغبة فيه، وأجلوا عمر عن محبة الباطل، وزعموا أن محمد بن عبد الله خير خلق الله يحبه ويستدعيه، ولا يذكرون مع ذلك ما روي من أن عمر بن الخطاب كان أحب الأشياء إليه الشعر واستماعه، وحفظه وإنشاده، وأنه ما أهمه قط أمر إلا أنشد بيت شعر، وهو القائل للناس: أنشدوا أولادكم الشعر فإنه ديوان العرب، وبه معرفة أنسابهم، وحفظ مناقبهم!
ومن عجيب كذبهم: روايتهم أن النبي (صلى الله عليه وآله) قال: " عمر سراج أهل الجنة " (2)، أفترى لو لم يخلق الله عمر بن الخطاب كان تكون الجنة مظلمة على أهلها، وفيها النبيون والمرسلون وأولوا العزم والملائكة المقربون والشهداء والصديقون!؟
ومن عجيب كذبهم: روايتهم أن عمر بن الخطاب نادى سارية بن رستم فقال:
يا سارية الجبل، هذا وعمر بالمدينة وسارية بفارس، فسمع صوته وانحاز إلى الجبل (3)، وإنما وضعوا هذا الحديث ليضاهوا به خبر رسول الله (صلى الله عليه وآله) في جعفر بن أبي طالب (عليه السلام) حيث رفعت له مؤتة فنظر إلى معترك جعفر، ثم نعاه إلى الناس فأخبر أنه أصيب، وأصيب بعده زيد بن حارثة، ثم عبد الله بن رواحة (4)، فأرادوا أن يساووا في المعجزتين [بين] (5) رسول الله وبين عمر بن الخطاب تناهيا بالغلو