ومن العجب: قوله: " الحق في الثلاثة التي فيها عبد الرحمن " مع سماعه قول الرسول (صلى الله عليه وآله): " علي مع الحق، والحق مع علي " (١) فما هذه المنزلة لعبد الرحمن على أمير المؤمنين (عليه السلام) لولا العداوة والهوى، وركوب كل صعب يسخط الله تعالى؟!
ومن عجيب كذبهم، ومفرط غلوهم: دعواهم أن رسول الله (صلى الله عليه وآله) قال: " لو نزل العذاب ما نجا إلا عمر بن الخطاب " (٢)، وهذا تصريح بالكفر والردة، والخروج عن الملة، لأنهم أوجبوا أنه لولا عمر بن الخطاب لهلك جميع الناس وفيهم رسول الله الذي قال الله تعالى فيه: ﴿وما كان الله ليعذبهم وأنت فيهم﴾ (٣)، وفيهم أهل بيته المكرمون الذين شهد بطهارتهم التنزيل في قوله تعالى: ﴿إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا﴾ (4).
هذا والمحفوظ عن عمر أنه دعا بالويل والثبور عند احتضاره، وتمنى لو كان ترابا، وأن أمه لم تلده (5)، فلولا أنه رأى بوادر ما توعد به على سيئ أعماله، وأشرف على مقدمات العذاب وأهواله، لم يقل هذا عند احتضاره، فكيف يصح القول بأنه لولا من هذه صفته لعذب الله خلقه الذين فيهم خيرته وصفوته؟ وهل يخفى هذا الافتعال إلا على العمي والجهال؟!
ومن عجيب كذبهم، وقبيح جهلهم: دعواهم أن رسول الله (صلى الله عليه وآله) قال: " لو لم