تمسكتم بهما لن تضلوا: كتاب الله وعترتي أهل بيتي، فإنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض " (١)، وقوله (صلى الله عليه وآله): " مثل أهل بيتي فيكم كمثل سفينة نوح، من ركبها نجا، ومن تخلف عنها غرق " (٢)، وقوله (صلى الله عليه وآله): " النجوم أمان لأهل السماء، وأهل بيتي أمان لأمتي " (٣)، في أمثال هذه الأخبار الواردة مورد الظهور والانتشار، المتضمنة إعلامهم بأن الله تعالى قد أزاح بأهل بيت نبيه (عليهم السلام) عللهم، وأغناهم بهم عن غيرهم، فيهجرونهم ولا يرجعون في مسألة من الفقه إليهم، ويتعلقون بأذيال مالك وأبي حنيفة والشافعي وسفيان الثوري وداود وابن حنبل، المختلفي الأفعال والأقوال، المتبايني الأحكام في الحلال والحرام، فيتبعونهم مقتدين بهم، ويعتمدون عليهم في معالم الدين، ويتقربون بما يأخذونه منهم إلى رب العالمين، ويقولون: هم علماء الأمة، وفقهاء أهل القبلة، وأئمة الأنام، وحفظة الإسلام، الذين هذبوا الشرع، وتمموا الناقص من السمع، ومن سواهم لا يؤخذ منه علما، ولا يصوب لهم عملا ﴿بئس للظالمين بدلا﴾ (4)!
ومن عجيب أمرهم، وظاهر عنادهم: أنهم يرون وجوب العمل بأخبار الآحاد،