ومن عجيب كذبهم: روايتهم أن النبي (صلى الله عليه وآله) قال: " إن بين عيني عمر ملكا يسدده ويثقفه " (١)، و " إن ملكا ينطق على لسان عمر " (٢). هذا مع اعتقادهم أن سيد البشر رسول الله (صلى الله عليه وآله) بمكة في المسجد الحرام وهو غاص بالناس فقرأ: ﴿والنجم إذا هوى﴾ (٣)، فلما انتهى إلى قوله: ﴿أفرأيتم اللات والعزى * ومناة الثالثة الأخرى﴾ (4) ألقى الشيطان على لسانه أن قال: " تلك الغرانيق العلى وإن شفاعتهن لترجى "، وزعموا أن الشيطان ألقى على لسان رسول الله (صلى الله عليه وآله) ضلالا زاده في القرآن (5)، وأن بين عيني عمر وعلى لسانه ملكين. وهذا إفراط في الكفر وهزؤ بالشرع!
فليت شعري أين كان هذان الملكان اللذان أحدهما بين عيني عمر، والآخر على لسانه، وقت شكه بالإسلام، وارتيابه وإنكاره على رسول الله (صلى الله عليه وآله) ما فعله في الحديبية، وحكم به وقوله: على م تعطي الدنية في ديننا؟ فقال له النبي (صلى الله عليه وآله):
" إنما أعمل بما يأمرني به ربي " (6).
وروي أنه قال (صلى الله عليه وآله): " هو خير لك إن عقلت "، فقام من بين يديه وهو مسخط رأيه، غير راض حكمه، وأقبل يمشي بين الناس، ويؤلب على النبي ويقول:
وعدنا برؤياه التي رآها أن ندخل مكة، وقد صددنا عنها ومنعنا منها، نحن الآن