الإرشاد - الشيخ المفيد - ج ٢ - الصفحة ٢١
صلى الله عليه وآله وأسن، وكان جليل القدر كريم الطبع ظلف النفس (1) كثير البر، ومدحه الشعراء وقصده الناس من الآفاق لطلب فضله.
فذكر أصحاب السيرة: أن زيد بن الحسن كان يلي صدقات رسول الله صلى الله عليه وآله فلما ولي سليمان بن عبد الملك كتب إلى عامله بالمدينة: أما بعد فإذا جاءك كتابي هذا، فاعزل زيدا عن صدقات رسول الله صلى الله عليه وآله وادفعها إلى فلان ابن فلان - رجل من قومه - وأعنه على ما استعانك عليه، والسلام.
فلما استخلف عمر بن عبد العزيز إذا كتاب قد جاء (2) منه: أما بعد فإن زيد بن الحسن شريف بني هاشم وذو سنهم،. فإذا جاءك كتابي هذا فاردد إليه صدقات رسول الله صلى الله عليه وآله واعنه على ما استعانك عليه، والسلام (3).
وفي زيد بن الحسن يقول محمد بن بشير الخارجي:
إذا نزل ابن المصطفى بطن تلعة (4) * نفى جدبها وأخضر بالنبت عودها وزيد ربيع الناس في كل شتوة * إذا أخلفت أنواؤها (5) ورعودها

(١) ظلف النفس: عزيزها. " الصحاح - ظلف - ٤: ١٣٩٩ ".
وفي " م، وهامش " ش ": ظريف النفس.
(٢) في هامش " ش " و " م ": ورد.
(٣) ذكر الذهبي استخلاف عمر بن عبد العزيز لزيد بن الحسن على الصدقات. انظر سير أعلام النبلاء ٤: ٤٨٧ / 186، ونقله العلامة المجلسي في البحار 44: 163 / 2.
(4) التلعة: مسيل ماء من أعلى الأرض إلى بطن الوادي " الصحاح - تلع - 3: 1192 ".
(5) الأنواء: جمع نوء، وهو سقوط نجم وطلوع نجم، وكانت العرب تنسب المطر إلى الأنواء، فتقول: مطرنا بنوء كذا. " مجمع البحرين - نوأ - 1: 423). وفي هامش " ش ":
الأنواء منازل القمر.
(٢١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 ... » »»
الفهرست