ثم افترض الله عز وجل الولاية، فقال: ﴿إنما وليكم الله ورسوله و الذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون﴾ (١).
فقال المسلمون: هذا بعضنا أولياء بعض، فجاءه جبرائيل عليه السلام، فقال: يا محمد، علم الناس من ولايتهم كما علمتهم من صلاتهم وزكاتهم وصومهم وحجهم وجهادهم. فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: يا جبرائيل أمتي حديثة عهد بجاهلية، وأخاف عليهم أن يرتدوا فأنزل الله عز وجل: ﴿يا أيها الرسول بلغ ما انزل إليك من ربك﴾ (2) في علي (فإن لم تفعل فما بلغت رسالته والله يعصمك من الناس).
فلم يجد رسول الله صلى الله عليه وآله بدا من أن جمع الناس بغدير خم، فقال: أيها الناس إن الله عز وجل بعثني برسالة، فضقت بها ذرعا، فتواعدني إن لم أبلغها أن يعذبني، أفلستم تعلمون إن الله عز وجل مولاي وأني مولى المسلمين ووليهم وأولى بهم من أنفسهم، قالوا: بلى، فأخذ بيد علي عليه السلام فأقامه ورفع يده بيده، وقال: فمن كنت مولاه فعلي مولاه ومن كنت وليه فهذا علي وليه، اللهم وال من والاه (وعاد من) عاداه وانصر من نصر واخذل من خذله وأدر الحق معه حيث دار.
ثم قال أبو جعفر عليه السلام: فوجبت ولاية علي عليه السلام على كل مسلم ومسلمة.
(26) قال جعفر بن محمد عليه السلام عن أبيه آبائه صلوات الله عليهم أجمعين: إن آخر ما أنزل الله عز وجل من الفرائض ولاية علي عليه السلام فخاف رسول الله صلى الله عليه وآله إن بلغها الناس أن يكذبوه ويرتد أكثرهم حسدا له لما علمه في صدور كثير منهم له، فلما حج حجة الوداع