واستصفيته فصححت من ذلك ما بسطته في كتابي هذا ألفته بأن عرضته على ولي الأمر وصاحب الزمان والعصر مولاي الامام المعز لدين الله أمير المؤمنين صلوات الله عليه وعلى سلفه وخلفه وأثبت منه ما أثبته وصح عنده وعرفه وآثره عن آبائه الطاهرين وأجازني سماعه منه وبأن أرويه لمن يأخذ عني عنه، فبسطت في هذا الكتاب ما أثبته وأجازه وعرفه، وأسقطت ما رفعه من ذلك وأنكره).
وقال أيضا (... وحذفت أسانيدها وتكرار أكثر الروايات منها واختلاف الحكايات منها، إذ قد آثرتها وأثبتها وصححتها بأسنادها إلى إمام العصر وصاحب الامر...) (1).
ويحاول المؤلف في كتابه هذا - كسائر مؤلفاته - الإشارة إلى سائر كتبه في كل مناسبة وهي حقيقة تنبئ عن وعي المؤلف لمثل هذه الضرورة وربما عانى هو نفسه منها في معرفة المخطوطة الناقصة أثناء زياراته للمكتبات مما جعله يلتزم بهذا الأسلوب في كل كتبه.
ويمتاز هذا الكتاب بالتزام المؤلف بالاختصار في الأسانيد وتجنب التكرار في متون الروايات المتفقة أو المتقاربة معنى، كما يكرر هذا الالتزام في كل مناسبة. فقد قال (... اختصرت كما شرطت في أول هذا الكتاب أكثر ما جاء في ذلك واقتصرت على حديث واحد من كل فن، وحذفت التكرار الذي يدخله أصحاب الحديث وغيرهم باختلاف الأسانيد، وغير ذلك مما يريدون به التأكيد...) (2).
وقال أيضا: (قصدنا في هذا الباب نحو ما قصدناه في جملة هذا الكتاب مما أثبت في أوله من الاقتصار على الأخبار الصحيحة المشهورة مع حذف