شرح الأخبار - القاضي النعمان المغربي - ج ١ - الصفحة ١٤٨
ثم انصرف وانصرفوا. فأخذها عمر وخرج، وقاتل ومن معه، وانصرف وانصرفوا ولم يصنعوا شيئا (1). فقال رسول الله صلى الله عليه وآله:
لأعطينها غدا رجلا يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله كرار غير فرار، يفتح خيبر عنوة، وكان علي عليه السلام قد رمد، فتخلف، فتطاول لها جماعة (من) الناس (2). فلما أصبح أتاه علي عليه السلام وهو أرمد قد عصب على عينيه (3). فقال له رسول الله صلى الله عليه وآله: مالك يا علي. فقال قد رمدت يا رسول الله. قال: ادن مني، فدنا منه، فتفل في عينيه (4)، ففتحهما في الوقت ما بهما علة، وما رمد بعدها، فأعطاه الراية فأخذها، وعليه جبة ارجوان حمراء، وقصد إلي خيبر، فخرج إليه مرحب صاحب الحصن، وعليه درع وبيضة ومغفرة وهو يرتجز ويقول:
قد علمت خيبر أني مرحب * (شاكي) السلاح بطل مجرب أطعن أحيانا وحينا أضرب (5) فأجابه علي بن أبي طالب عليه السلام:

(١) وفيه أيضا: ثم رجع فأخبر رسول الله.
(٢) وفي رواية الحسين بن واقد أضاف: وقال بريدة: وأنا ممن تطاول لها. الفضائل لابن حنبل ص 130.
(3) وفي كفاية الطالب: قد عصب عينه بشقة بردله قطري.
(4) روى ابن المغازلي في مناقبه ص 180 باسناده عن المغيرة عن أم موسى، قالت: سمعت عليا عليه السلام يقول: ما رمدت ولا صدعت منذ مسح رسول الله وجهي وتفل في عيني يوم خيبر.
(5) ورواه الكنجي في كفاية الطالب ص 102:
قد علمت خيبر أني مرحب * شاكي السلاح بطل مجرب إذا الليوث أقبلت تلهب * وأحجمت عن صولة المغلب أطعن أحيانا وحينا أضرب
(١٤٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 143 144 145 146 147 148 149 150 151 152 153 ... » »»
الفهرست