قال: لما ظهر إبراهيم استقضى سوار بن عبد الله في بيته وأرسل إليه إبراهيم يدعوه فاعتل بالمرض فتركه وأمر عباد بن منصور فقضى بالبصرة حتى جاءت الهزيمة فلزم عباد بيته فلما قدم أبو جعفر بعد الهزيمة تلقاه الناس في الجسر الأكبر فيهم سوار ابن عبد الله وأقام عباد في بيته وخافه ولم يدعه الناس حتى خرج على أمانه، فلما رآه سأله ولم يخاطبه بشئ مما صنع.
حدثني أحمد بن عبد الله بن عمارة قال: حدثني ميسرة بن حسان قال:
حدثني ابن الاعرابي عن المفضل وحدثني محمد بن الحسن بن دريد قال: حدثنا أبو حاتم عن أبي عثمان اليقطري عن المفضل. وحدثنا يحيى بن علي بن يحيى وعمرو ابن عبد الله وأحمد بن عبد العزيز قالوا: حدثنا عمر بن شبة قال: حدثني عبد الملك بن سليمان عن علي بن أبي الحسن عن المفضل الضبي. ورواية ابن الاعرابي واليقطري عن المفضل أتم وسائر من ذكرت يأتي بشئ لا يأتي به الآخر قال: كان إبراهيم بن عبد الله بن الحسن متواريا عندي، فكنت اخرج واتركه، فقال لي إنك إذا خرجت ضاق صدري فأخرج إلى شيئا من كتبك أتفرج به فأخرجت إليه كتبا من الشعر فاختار منها السبعين قصيدة التي صدرت بها اختيار الشعراء ثم أتممت عليها باقي الكتاب.
فلما خرج خرجت معه، فلما صار بالمربد مر بدار سليمان بن علي فوقف عليها واستسقى ماء فأتى بشربة فشرب، فأخرج صبيان من صبيانهم فضمهم إليه وقال: هؤلاء والله منا ونحن منهم وهم أهلنا ولحمنا ومنا، ولكن آباءهم غلبونا على أمرنا وابتزوا حقوقنا وسفكوا دماءنا، وتمثل:
مهلا بني عمنا ظلامتنا * إن بنا سورة من العلق لمثلكم تحمل السيوف ولا * تغمز أحسابنا من الرقق إني لانمى إذا انتميت إلى * عز عزيز ومعشر صدق بيض سباط كأن أعينهم * تكحل يوم الهياج بالعلق