ابن داود بن الحسن قال. ما رأيت عبد الله جزع من شئ إلا يوما واحدا فان بعير محمد بن عبد الله انبعث به وهو غافل لم يتأهب له وفي رجليه سلسلة وفي عنقه زمارة فهوى وعلقت الزمارة بالمحمل فرأيته منوطا بعنقه يضطرب ورأيت عبد الله ابن حسن جزع وبكى بكاء شديدا.
اخبرني عمر بن عبد الله قال حدثنا أبو زيد قال. حدثني عيسى بن زيد قال حدثني صاحب محمد بن عبد الله. ان محمدا وإبراهيم كانا يأتيان أباهما معتمين في هيئة الاعراب فيستأذنانه في الخروج فيقول. لا تعجلا حتى تملكا ويقول.
إن منعكما أبو جعفر ان تعيشا كريمين فلا يمنعكما ان تموتا كريمين.
اخبرني عمر قال، حدثنا عمر بن شبة قال، حدثني موسى بن عبد الله عن أبيه عن جده قال، لما صرنا بالربذة ارسل أبو جعفر إلى أبي، ان ارسل إلي أحدكم واعلم أنه غير عائد إليك ابدا، قال فابتدره بنو أخيه يعرضون عليه أنفسهم فجزاهم خيرا وقال، انا اكره ان أفجعهم بكم ولكن اذهب أنت يا موسى، قال، فذهبت وانا يومئذ حديث السن فلما نظر إلي قال، لا أنعم الله بك عينا، السياط يا غلام فضربت والله حتى غشى علي قال، فما أدري بالضرب قال، فرفعت السياط واستقربني فقربت منه فقال، أتدري ما هذا؟ هذا فيض فاض مني فأفرغته عليك منه سجلا لم أستطع رده ومن ورائه والله الموت أو تفتدي منه، قلت، يا أمير المؤمنين والله مالي ذنب وإني لمنعزل من هذا، قال، انطلق فأتني بأخويك، قال: تبعثني إلى رياح فيضع على العيون والرصد فلا اسلك طريقا إلا اتبعني له رسول، ويعلم ذلك أخواي فيهربان مني، فكتب إلى رياح لا سلطان لك على موسى، وارسل معي حرسا أمرهم ان يكتبوا إليه بخبري.
قال أبو زيد: وحدثني عمر بن شبة قال: حدثني محمد بن إسماعيل قال:
حدثني موسى، قال: ارسل أبي إلى أبي جعفر: إني كاتب إلى محمد، وإبراهيم