فلا تجزعي فما بت ليلة مثلها قالت: فأبلغته قول محمد قالت: فاستوى جالسا ثم قال حفظ الله محمدا، لا ولكن قولي له فليأخذ في الأرض مذهبا فوالله ما يحتج عند الله غدا إلا أنا، خلقنا وفينا من يطلب هذا الامر.
حدثني أحمد بن محمد بن سعيد قال: أخبرنا يحيى بن الحسن قال حدثنا غسان ابن أبي غسان مولى من بني ليث قال حدثني أبي عن الحسن بن زيد قال: دخلنا على عبد الله بن الحسن بن الحسن بعثنا إليه رياح يكلمه في امر ابنيه فإذا به على حقيبة في بيت فيه تبن فتلكم القوم حتى إذا فرغوا من كلامهم اقبل علي فقال:
يا ابن أخي والله لبليتي أعظم من بلية إبراهيم صلى الله عليه وآله إن الله عز وجل أمر إبراهيم ان يذبح ابنه وهو لله طاعة قال إبراهيم: (إن هذا لهو البلاء المبين) وإنكم جئتموني تكلموني في أن آتي بابني هذا الرجل فيقتلهما وهو لله جل وعز معصية فوالله يا بن أخي لقد كنت على فراشي فما يأتيني النوم وإني على ما ترى أطيب نوما. فأقام عبد الله في الحبس ثلاث سنين.
أخبرني عمر بن عبد الله قال: حدثني عمر بن شبة قال حدثني أيوب بن عمر قال: حدثني الزبير بن المنذر مولى عبد الرحمن بن العوام قال كان لرياح بن عثمان صاحب يقال له أبو البختري، فحدثني ان رياحا لما دخلها أميرا قال: يا أبا البختري هذه دار مروان اما والله إنها لمحلال مظعان ثم قال لي: يا أبا البختري خذ بيدي حتى ندخل على هذا الشيخ فأقبل متكئا علي حتى وقف على عبد الله بن الحسن فقال أيها الشيخ إن أمير المؤمنين والله ما استعملني لرحم قرابة ولا ليد سبقت مني إليه والله لا تتلعب بي كما تلعبت بزياد وابن القسري والله لأزهقن نفسك أو لتأتيني بابنيك محمد وإبراهيم.
قال: فرفع إليه رأسه وقال: نعم اما والله إنك لازيرق قيس المذبوح فيها كما تذبح الشاة.
قال: فانصرف والله رياح آخذا بيدي أجد برد يده وإن رجليه ليخطان