إذا فرغنا من الطعام فلحظتك لحظة فامثل بين يدي عبد الله فإنه سيصرف بصره عنك فاستدر حتى تغمز ظهره بإبهام رجلك حتى يملا عينيه منك ثم حسبك وإياك ان يراك ما دام يأكل ففعل عقبة ذلك فلما رآه عبد الله وثب حتى جثا بين يدي أبي جعفر فقال. أقلني يا أمير المؤمنين أقالك الله قال. لا أقالني الله إن أقلتك ثم أمر بحبسه.
أخبرني عمر بن عبد الله قال. حدثنا عمر بن شبة قال: حدثني أيوب بن عمر بن أبي عمرو قال. أخبرني محمد بن خالد المخزومي قال. حدثني أبي قال.
اخبرني العباس بن محمد بن علي بن عبد الله بن العباس قال. لما حج أبو جعفر في سنة أربعين ومائة اتاه عبد الله والحسن ابنا الحسن فإنهما وإياي لعنده وهو مشغول بكتاب ينظر فيه إذ تكلم المهدي فلحن، فقال عبد الله. يا أمير المؤمنين ألا تأمر بهذا من يعدل لسانه فإنه يفعل كما تفعل الأمة؟ قال. فلم يفهم، وغمزت عبد الله فلم ينتبه وعاد لأبي جعفر فاحفظ من ذلك وقال له. أين ابنك؟ قال. لا أدري قال لتأتيني به. قال. لو كان تحت قدمي ما رفعتهما عنه قال. يا ربيع قم به إلى الحبس.
اخبرني عمر قال. حدثنا عمر (بن) شبة قال. حدثني محمد بن يحيى عن الحرث ابن إسحاق قال. حبس أبو جعفر عبد الله (بن) الحسن في دار مروان في البيت الذي عن يمين الداخل والقى تحته ثلاث حقائب من حقائب الإبل محشوة تبنا، وشخص أبو جعفر وعبد الله محبوس فأقام في الحبس ثلاث سنين.
حدثني محمد بن الحسين الأشناني قال. حدثنا الحسين بن الحكم قال. حدثنا الحسن بن الحسين قال: حدثني يحيى بن مساور عن يحيى بن عبد الله بن الحسن قال:
لما حبس أبي عبد الله بن الحسن وأهل بيته جاء محمد بن عبد الله إلى أمي فقال:
يا أم يحيى ادخلي على أبي السجن وقولي له: يقول لك محمد بأنه يقتل رجل من آل محمد خير من أن يقتل بضعة عشر رجلا قالت: فأتيته فدخلت عليه السجن فإذا هو متكئ على برذعة في رجله سلسلة قالت: فجزعت من ذلك فقال: مهلا يا أم يحيى