مقاتل الطالبيين - أبو الفرج الأصفهانى - الصفحة ٦٤
اما بعد: فإن أمير المؤمنين - أصلحه الله - ولاني مصركم وثغركم وفيئكم وأمرني بانصاف مظلومكم وإعطاء محرومكم وبالاحسان إلى سامعكم ومطيعكم وبالشدة على مريبكم فأنا لمطيعكم كالوالد البر الشفيق وسيفي وسوطي على من ترك أمري وخالف عهدي فليبق امرؤ على نفسه، الصدق ينبئ عنك لا الوعيد.
ثم نزل. وسمع مسلم بن عقيل بمجئ عبيد الله بن زياد ومقالته فأقبل حتى اتى دار هانئ بن عروة المرادي فدخل في بابه فأرسل إليه ان اخرج إلي فقال:
إني اتيتك لتجيرني وتضيفني، قال له: رحمك الله لقد كلفتني شططا لولا دخولك داري وثقتك بي لأحببت لشأنك ان تنصرف عني غير اني اخذني من ذلك ذمام ادخل فدخل داره فأقبلت الشيعة تختلف إليه في دار هانئ بن عروة. وجاء شريك ابن الأعور حتى نزل على هانئ في داره وكان شيعيا ودعا ابن زياد مولى له يقال له معقل فقال له: خذ هذه الثلاثة آلاف درهم ثم التمس لنا مسلم بن عقيل واطلب شيعته وأعطهم الثلاثة آلاف درهم وقل لهم: استعينوا بهذه على حرب عدوكم واعلمهم بأنك منهم ففعل ذلك وجاء حتى لقى مسلم بن عوسجة الأسدي في المسجد الأعظم وسمع الناس يقولون: هذا يبايع للحسين بن علي وكان يصلي فلما قضى صلاته جلس إليه فقال له: يا عبد الله إني امرؤ من أهل الشام مولى لذي الكلاع أنعم الله علي بحب أهل البيت وحب من أحبهم وهذه ثلاثة آلاف درهم معي أردت بها لقاء رجل منهم بلغني انه قدم الكوفة يبايع لابن بنت رسول الله صلى الله عليه وآله وكنت أحب لقاءه لأعرف مكانه فسمعت نفرا من المسلمين يقولون: هذا رجل له علم بأمر أهل هذا البيت وإني اتيتك لتقبض مني هذا المال وتدلني على صاحبي فأبايعه، فقال له: احمد الله على لقائك فقد سرني حبك إياهم وبنصرة الله إياك حق أهل بيت نبيه صلى الله عليه وآله، ولقد ساءني معرفة الناس إياي بهذا الامر قبل ان يتم مخافة سطوة هذا الطاغية الجبار ان يأخذ البيعة قبل ان يبرح واخذ عليه المواثيق الغليظة ليناصحن وليكتمن فأعطاه من ذلك ما رضي به ثم قال له: اختلف
(٦٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 59 60 61 62 63 64 65 66 67 68 69 ... » »»
الفهرست