شيئا منها فيك فتموت وقد كفيت عدوي، فانصرف في غير حفظ الله، والله لئن بلغني أنك عدت لمثل فعلك لأضربن عنقك.
قال: فانصرفت إلى الكوفة فقال المهدي للربيع: اما ترى قلة خوفه وشدة قلبه، هكذا يكون والله أهل البصائر.
قال علي بن جعفر: وحدثني أبي، قال: اجتمعت أنا، وإسرائيل بن يونس، والحسن، وعلي ابنا صالح بن حي، في عدة من أصحابنا، مع عيسى بن زيد، فقال له الحسن بن صالح بن حي: متى تدافعنا بالخروج وقد اشتمل ديوانك على عشرة آلاف رجل؟ فقال له عيسى: ويحك، أتكثر على العدد وانا بهم عارف اما والله لو وجدت فيهم ثلاثمائة رجل اعلم أنهم يريدون الله عز وجل، ويبذلون أنفسهم له، ويصدقون للقاء عدوه في طاعته، لخرجت قبل الصباح حتى أبلى عند الله عذرا في أعداء الله واجري أمر المسلمين على سنته وسنة نبيه صلى الله عليه وآله ولكن لا اعرف موضع ثقة يفي ببيعته لله عز وجل، ويثبت عند اللقاء قال: فبكى الحسن بن صالح حتى سقط مغشيا عليه.
قال: وحدثني أبي، قال: دخلت على عيسى بن زيد وهو يأكل خبزا وقثاء، فأعطاني رغيفين وقثائتين وقال لي: كل، فأكلت رغيفا ونصف الآخر مع قثاءة ونصف فشبعت وتركت الباقي فلما كان بعد أيام جئته فأخرج لي الكسرة ونصف القثاءة وقد ماتت فقال لي: كل فقلت: وأي شئ كان في هذا حتى خبأته لي.
قال: أعطيتك إياه فصار لك فأكلت بعضه وبقي البعض، فكله إن شئت أو فتصدق به.
حدثنا محمد بن العباس اليزيدي. قال: حدثني عمي عبيد الله، عن القاسم ابن أبي شيبة، عن أبي نعيم، قال: حدثني من شهد عيسى بن زيد لما انصرف من واقعة باخمرى وقد خرجت عليه لبوة معها أشبالها. فعرضت للطريق وجعلت