فأمره بالشخوص فهو الذي لم يخف عن أبي جعفر شيئا من أمرنا.
حدثني أبو زيد. وحدثني محمد بن يحيى قال. حدثني الحرث بن إسحاق قال.
سئل أبو جعفر لما حج عبد الله بن الحسن عن ابنيه؟ فقال. لا علم لي بهما حتى تغالظا فأمصه أبو جعفر فقال. يا أبا جعفر بأي أمهاتي تمصني أبفاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وآله أم فاطمة بنت الحسين أم خديجة بنت خويلد أم أم إسحاق بنت طلحة؟! قال ولا بواحدة منهن ولكن بالجرباء بنت قسامة بن رومان، فوثب المسيب بن إبراهيم فقال. يا أمير المؤمنين. دعني اضرب عنق ابن الفاعلة فقام زياد بن عبد الله فألقى عليه رداءه، فقال. يا أمير المؤمنين هبه لي فأنا استخرج لك ابنيه فخلصه منه.
قال أبو زيد. وحدثني محمد بن عباد عن السندي بن شاهك قال: حدثني بكر بن عبد الله مولى آل أبي بكر قال: حدثني علي بن رياح أخو إبراهيم بن رياح عن صالح صاحب المصلى قال: إني لواقف على رأس أبي جعفر وهو يتغذى بأوطاس وهو متوجه إلى مكة ومعه على مائدته عبد الله بن الحسن وأبو الكرام وجماعة من بني العباس فأقبل على عبد الله بن الحسن فقال: يا أبا محمد، محمد وإبراهيم أراهما قد استوحشا من ناحيتي وإني لأحب ان يأنسا بي ويأتياني فأصلهما وأزوجهما وأخلطهما بنفسي قال: وعبد الله يطرق طويلا ثم يرفع رأسه فيقول:
وحقك يا أمير المؤمنين مالي بهما ولا بموضعهما من البلاد علم ولقد خرجا عن يدي فيقول: لا تفعل اكتب إليهما وإلى من يوصل كتابك إليهما.
قال. وامتنع أبو جعفر من عامة غذائه ذلك اليوم إقبالا على عبد الله بن الحسن وعبد الله يحلف أنه لا يعرف موضعهما، وأبو جعفر يكرر عليه. لا تفعل يا أبا محمد. لا تفعل يا أبا محمد.
قال. وكان سبب هرب محمد من أبي جعفر ان أبا جعفر كان عقد له في ناس من المعتزلة. قال السندي بن شاهك في حديثه: قال أبو جعفر لعقبة بن سلم: