يا بن مسعود، ما بلوى أمتي بينهم (30) العداوة والبغضاء والجدال، أولئك أذلاء هذه الأمة في دنياهم، والذي بعثني بالحق ليخسفن الله بهم، ويمسخهم قردة وخنازير " قال: فبكى رسول الله صلى الله عليه وآله، وبكينا لبكائه، وقلنا: يا رسول الله، ما يبكيك؟ قال " رحمة للأشقياء إلى أن قال يا بن مسعود، (31) انهم يرون المعروف منكرا والمنكر معروفا، ففي ذلك يطبع الله على قلوبهم، فلا يكون فيهم الشاهد بالحق، ولا القوامون بالقسط، قال الله تعالى:
* (كونوا قوامين بالقسط) * (32) الآية.
يا بن مسعود، يتفاضلون بأحسابهم وأموالهم، يقول الله تعالى: * (وما لاحد عنده من نعمة) * (33) الآية إلى أن قال صلى الله عليه وآله يا بن مسعود، والذي بعثني بالحق، ليأتي على الناس زمان يستحلون الخمر يسمونه النبيذ، عليهم لعنة الله والملائكة والناس أجمعين، انا منهم برئ، وهم مني براء.
يا بن مسعود، الزاني بأمه أهون عند الله (بأن يدخل في الربا) (34) مثقال حبة من خردل، ومن شرب المسكر قليلا أو كثيرا، هو أشد عند الله من آكل الربا، انه مفتاح كل شر (35)، أولئك يظلمون الأبرار، ويصدقون الفجار والفسقة، الحق عندهم باطل، والباطل عندهم حق، هذا كله للدنيا، وهم يعلمون انهم على غير الحق، ولكن * (زين لهم الشيطان اعمالهم فصدهم عن السبيل فهم لا يهتدون) * (36) * (رضوا بالحياة الدنيا واطمأنوا بها والذين هم عن آياتنا غافلون أولئك مأواهم النار بما كانوا يكسبون) * (27) " الخبر.